عاجل

كيف تفاعل الشعب والمسؤولون الفرنسيون مع اعتراف ماكرون بالدولة الفلسطينية؟

فرنسا
فرنسا

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الإثنين، بالدولة الفلسطينية، وتباينت ردود الأفعال في بلاده بين معارضين ومؤيدين رفعوا العلم الفسطيني في البلديات الفرنسية قبل الإعلان الرسمي حتى، في تحد لقرار وزارة الداخلية، وفقًا لموقع "france24".

رفع العلم الفلسطيني قبل اعتراف ماكرون بالدولة الفلسطينية

رفع سياسيون يساريون علمًا فلسطينيًا، الإثنين، على واجهة مبنى بلدية باريس لمدة 30 دقيقة تقريبًا، متحدّين بذلك قرار عمدة باريس آن هيدالجو وتحذير وزارة الداخلية الفرنسية من مثل هذه العروض.

ورفعت أكثر من 86 بلدة ومدينة فرنسية الأعلام الفلسطينية قبل اعتراف ماكرون المتوقع بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.

قبل ساعات فقط من إعلان ماكرون اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، قام ناشطون مؤيدون للفلسطينيين وسياسيون يساريون، يوم الإثنين، بنشر علم فلسطيني كبير من نافذة مبنى بلدية باريس.

ولم تؤيد رئيسة بلدية باريس آن هيدالجو هذه الخطوة، وتم إنزال العلم بعد نحو 30 دقيقة.

وقالت وزارة الداخلية إن "مبدأ الحياد في الخدمة العامة يحظر مثل هذه المظاهر"، مضيفة أن أي قرارات يتخذها رؤساء البلديات برفع العلم الفلسطيني يجب أن تحال إلى المحاكم.

وذكرت وزارة الداخلية الفرنسية أن ما لا يقل عن 86 بلدية تابعة لأحزاب يسارية، بما في ذلك ليون ونانت ورين وسان دوني، رفعت الأعلام الفلسطينية على واجهاتها.

وكان رئيسا بلديتي نانت ورين، وهما مدينتان كبيرتان في غرب وشمال غرب فرنسا، من الحزب الاشتراكي، من أوائل الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية خارج مباني بلدياتهم احتفالا بهذه المناسبة.

وقالت رئيسة بلدية رين ناتالي أبيري في بيان "مسؤوليتنا هي رفض الصمت وبذل كل ما في وسعنا، هنا والآن، لوضع حد لهذا الرعب".

ورفعت ضاحية سان دوني شمال باريس العلم الفلسطيني أيضا في احتفال حضره زعيم الحزب الاشتراكي فوري، الذي عارض قرار ريتيللو وقال إنه كتب إلى ماكرون يطلب من الرئيس إلغاء القرار.

وقال "هذا العلم ليس علم حماس، بل هو علم النساء والرجال الذين لديهم أيضا الحق في الحرية وتقرير المصير".

ردود أفعال المسؤولون الفرنسيون على اعتراف ماكرون بالدولة الفلسطينية

أشاد جان لوك ميلونشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية"، اليساري الراديكالي، باعتراف ماكرون بالدولة الفلسطينية، ووصفه بـ" نصر لا رجعة فيه للنضال الشعبي من أجل حق شعب في تقرير مصيره".

وقال "إن بادرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي بدأتها فرنسا وتضم دولا أخرى مثل بريطانيا وكندا وأستراليا، تمثل توازنا أفضل للقوى من أجل وضع حد للجرائم والإبادة الجماعية في غزة، في حال إذا انتقلت الدول المعنية إلى الخطوة المنطقية التالية ، وهي عزل المعتدين واستبعادهم من جميع اتفاقيات التعاون"، مجددا دعوته لفرض عقوبات على إسرائيل.

وصرح مانويل بومبار، منسق حزب فرنسا الأبية، بأن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين "خبر جيد"، لكنه "لن يُجدي نفعا إذا لم يكن مقترنا بتدابير فورية وملموسة لإنهاء الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة حاليا".

وقالت السفيرة هالة أبو حصيرة، على منصة "إكس"، إن حق الشعوب في تقرير مصيرها، هو حق عالمي غير قابل للتصرف وغير قابل للتجزئة، مؤكدة أن الاعتراف بدولة فلسطين هو اعتراف بهذا الحق للشعب الفلسطيني، معربة عن شكرها لفرنسا بعد اعترافها رسميا بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم الممتحدة بنيويورك.

وقالت رئيسة الكتلة النيابية لحزب فرنسا الأبية "ماتيلد بانو" إن الاعتراف بدولة فلسطين أمر جيد، لكن وقف الإبادة الجماعية والاستيطان أفضل".. ودعت إلى فرض حظر فوري على توريد الأسلحة لإسرائيل، وفرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية وثقافية على إسرائيل وقادتها، والمطالبة بتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

 قال فابيان روسيل، الأمين العام للحزب الشيوعي، "هذا نصر، وإن جاء متأخرا، إلا أنه نصر.. على فرنسا الآن أن تتحرك من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ووضع حد للمجازر والاضطهاد والاحتلال.. يجب وقف نتنياهو!".

وبالنسبة للحزب الاشتراكي، "فإن 22 سبتمبر يعد يوما تاريخيا، فهو اليوم الذي تُكرّم فيه فرنسا نفسها بالاعتراف بدولة فلسطين.. هذا المطلب الذي كنا نطالب به منذ فترة طويلة، يتحقق اليوم"، هذا ما قاله السكرتير الأول للحزب الاشتراكي أوليفييه فور، الذي أثار جدلا في الأيام الأخيرة بدعوته إلى رفع العلم الفلسطيني على واجهة بنايات البلديات الفرنسية (وهي دعوة استجابت إليها أكثر من 80 بلدية بفرنسا أمس رغم معارضة وزارة الداخلية).

وصرح وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة، وهو رئيس حزب "الجمهوريين"، برونو ريتايو، "إنه اختيار إيمانويل ماكرون، وليس اختياري، لكنني مقتنع بأنه لا يمكننا الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلا إذا استوفى ذلك الشروط".

ماكرون يعترف بالدولة الفلسطينية

أكد ماكرون، خلال كلمته في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، أن الوقت قد حان لوقف الحرب في غزة والاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشدداً على ضرورة إنهاء معاناة المدنيين ومنع تهجير السكان.

وقال ماكرون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "وعد دولة فلسطين لا يزال غير مكتمل منذ عشرات السنين، لا يوجد أي مبرر للانتظار أكثر للاعتراف بها، وحان وقت السلام في فلسطين".

وأضاف أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية جماعية" عن الفشل في تحقيق سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن "اتفاقيات إبراهام أصبحت في خطر نتيجة تصرفات الحكومة الإسرائيلية الحالية".

وشدد الرئيس الفرنسي على أن العمليات العسكرية في قطاع غزة يجب أن تتوقف، قائلاً:"لا يوجد مبرر لاستمرار القصف والعمليات، خاصة وأن حماس ضعُفت بشكل كبير، منذ السابع من أكتوبر، نشهد إنكاراً لحياة الآخر، وواجبنا أن نحمي الجميع دون استثناء، فحياة آلاف الفلسطينيين في خطر".

تم نسخ الرابط