بحضور أحمد صبري.. ننشر تفاصيل لقاء رئيس الوزراء برؤساء تحرير الصحف والمواقع

وجَّه الصحفي أحمد صبري، رئيس تحرير "نيوز رووم"، سؤالاً مباشراً للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء حول القرار الأخير الذي اتخذه المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار، بشأن زيادة أسعار الحديد في السوق المحلي، وذلك خلال لقاء الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء مع رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية.
وأكد «صبري»، أن القرار أثار حالة من الجدل داخل الأوساط الاقتصادية والصناعية، خاصة في ظل عدم إجراء حوار مجتمعي موسع مع أصحاب المصانع والشركات قبل الإعلان عنه، وهو ما اعتبره البعض خطوة مفاجئة قد تترتب عليها آثار مباشرة على قطاعات حيوية.

غياب الحوار المجتمعي يثير القلق
وأشار الكاتب الصحفي أحمد صبري، إلى أن غياب النقاش المسبق مع المستثمرين وأصحاب المصانع أدى إلى تضارب الآراء حول جدوى القرار وتوقيته، في وقت يشهد فيه الاقتصاد المصري مرحلة دقيقة تتطلب توازناً بين تحفيز الاستثمار والحفاظ على استقرار الأسعار.
وأوضح «رئيس تحرير نيوز رووم »، أن الحوار المجتمعي عادة ما يكون أداة مهمة لتوضيح الرؤية الحكومية وإقناع مختلف الأطراف بجدوى القرارات، الأمر الذي يساهم في تقليل حالة الارتباك داخل الأسواق وطمأنة المواطنين بشأن مستقبل الأسعار.

مخاوف من تأثيرات القرار على أسعار الأجهزة الكهربائية
ومن بين أبرز التساؤلات التي طرحها صبري، ما إذا كان رفع أسعار الحديد سينعكس بشكل مباشر على أسعار الأجهزة الكهربائية، خاصة أن هذه الصناعة تعتمد بشكل كبير على مكونات معدنية يدخل الحديد في جزء منها.
وأكد خبراء أن ارتفاع أسعار الحديد قد يؤدي إلى زيادة تكلفة المشروعات السكنية الجديدة، وبالتالي ارتفاع أسعار الوحدات المطروحة في السوق ،وهو ما قد يبطئ وتيرة تنفيذ بعض المشروعات العقارية، خصوصاً تلك الموجهة لمحدودي ومتوسطي الدخل.
كما حذروا من أن هذا الأمر قد ينعكس على حركة الاستثمار في القطاع العقاري، الذي يُعتبر أحد محركات النمو الاقتصادي في مصر.

الحكومة مطالَبة بتوضيح الرؤية
رغم الجدل الدائر، لا يزال الشارع الاقتصادي ينتظر موقفاً واضحاً من الحكومة بشأن أهداف هذا القرار وتبعاته المتوقعة، وما إذا كان يأتي ضمن خطة أوسع لإعادة هيكلة سوق الحديد وضبطه، أم أنه مجرد إجراء مؤقت لمواجهة تحديات في التكلفة والإنتاج.
وأكد الكاتب الصحفي أحمد صبري، رئيس تحرير موقع "نيوز رووم"، أن وسائل الإعلام المصرية تدخل مرحلة شديدة الحساسية تتطلب دعماً مباشراً من الدولة، منوها إلى "أننا مقبلون على رحلة منتهية الخطورة، والحكومة يجب أن تساعد وسائل الإعلام، لا أن يُترك الإعلام وحيداً ليساعد الحكومة"، مشدداً على أن استمرار تجاهل هذه الأزمة سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على مستقبل الإعلام الوطني.
جوجل يسيطر على سوق الإعلانات
وأشار الكاتب الصحفي أحمد صبري ، إلى خطورة الوضع القائم، حيث أصبحت الشركات المصرية، بما في ذلك البنوك والهيئات الحكومية، تضخ ميزانياتها الإعلانية بالكامل في منصات مثل "جوجل"، بدلاً من توجيهها نحو الوسائل الإعلامية المحلية ، واعتبر أن هذه السياسة تهدد استمرارية المؤسسات الصحفية والإعلامية المصرية، مؤكداً أن النتائج التي تحققها الإعلانات عبر المنصات العالمية يمكن أن تتحقق أيضاً عبر وسائل الإعلام المحلية إذا حظيت بالدعم اللازم.

وأضاف أحمد صبري، أن "جوجل قامت بخطوة في منتهى الخطورة، وأصبحت تستحوذ على النصيب الأكبر من كعكة الإعلانات في مصر والعالم العربي، في الوقت الذي تعاني فيه المؤسسات الإعلامية من تراجع عوائدها وضعف مواردها المالية".
تجارب دولية لحماية الإعلام
ولفت رئيس تحرير "نيوز رووم" إلى أن العديد من الحكومات الأوروبية والإدارات الأمريكية أدركت مبكراً خطورة هذا التحدي، فتدخلت لدى شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "جوجل" لحماية وسائل الإعلام الوطنية وضمان استمرارها في أداء رسالتها.
وأضاف أن مصر بحاجة إلى اتخاذ خطوات مماثلة خلال السنوات الثلاث المقبلة، وإلا فإن المشهد الإعلامي سيواجه تهديدات غير مسبوقة قد تقوّض دوره المجتمعي والوطني.
تيك توك.. فرص اقتصادية لا يجوز إهدارها
وفي سياق متصل، تطرق صبري إلى ملف منصات التواصل الاجتماعي الجديدة مثل "التيك توك"، مؤكداً أن المنع ليس هو الحل الأمثل ، منوها إلى أن "التيك توك منصة في منتهى الأهمية، ويمكن أن تحقق أرباحاً ضخمة إذا تم التعامل معها برؤية اقتصادية واضحة، بل يمكن أن تتحول إلى مصدر دخل مهم للدولة بدلاً من النظر إليها فقط باعتبارها تهديداً"، داعياً إلى استغلال الإمكانات التي توفرها مثل هذه المنصات في دعم الاقتصاد والإعلام المحلي.
دعوة لدور وطني مشترك
وشدد صبري على أن الإعلام لا يمكن أن يؤدي دوره الوطني المنشود إذا ظل يعمل في بيئة تفتقر إلى الدعم المؤسسي والاستراتيجيات الحكومية الواضحة، و"نحن بحاجة إلى أن تكون الحكومة سنداً لوسائل الإعلام، مثلما يحدث في الدول المتقدمة، حيث لا يُترك الإعلام يواجه مصيره منفرداً في مواجهة عمالقة التكنولوجيا العالمية".
وبينما يواصل الإعلاميون المصريون دق ناقوس الخطر بشأن المستقبل الرقمي، يبقى السؤال مطروحاً: هل تتدخل الحكومة في الوقت المناسب لتصحيح المسار، وحماية الإعلام من الانهيار تحت ضغط الهيمنة الرقمية؟ تصريحات أحمد صبري جاءت لتضع هذا الملف على مائدة النقاش مجدداً، وتفتح الباب أمام ضرورة وضع رؤية وطنية متكاملة لدعم الإعلام وضمان استمراريته كأحد ركائز الأمن القومي والفكري لمصر.
وفي سياق أخر أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة المصرية لديها خطط وسيناريوهات متعددة للتعامل مع تداعيات الأوضاع في قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذه الخطط تهدف إلى منع أي ضغط على الفلسطينيين باتجاه الحدود المصرية، مشدداً على ثوابت الدولة المتمثلة في رفض تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم.
الاقتصاد والأسعار: نمو مستهدف وضوابط جديدة
وفيما يخص سؤال حول الإصلاحات الاقتصادية وتأثيرها على الأسعار، أوضح مدبولي، خلال لقائه مع رؤساء الصحف والمواقع الإلكترونية أن استمرار الإصلاحات الاقتصادية سيعزز الاستقرار ويحقق المعدلات المرجوة، لكنه أشار إلى أن الأوضاع الإقليمية قد تؤثر على الاقتصاد.
وفيما يخص الأسواق والأسعار، أكد رئيس الوزراء على دور المواطن في دعم الأجهزة الرقابية بالإبلاغ عن الممارسات الاحتكارية، لافتاً إلى أن آليات السوق الحرة لا تتضمن إجراءات جبرية.

تنمية الصعيد وقطاعات الصحة والتعليم
ووجه أحد الصحفيين، سؤال حول جهود الحكومة في تنمية صعيد مصر، ليجيب مدبولي، بأن هناك مشروعات كبرى لم يشهدها الصعيد منذ فترة طويلة، مؤكدا أن الدولة لم تنسحب من قطاعي الصحة والتعليم، بل على العكس، شهدت هذه القطاعات نقلة نوعية، مشيرا إلى أن مصر شهدت إنشاء 125 جامعة أهلية جديدة، ومنوها إلى أن الدولة تتكفل بملايين العمليات الجراحية للمواطنين، وهو ما يرد على الشائعات.
قضية المياه: حماية حقوق مصر ودعم دول الحوض
وأكد مدبولي أن قضية المياه بالنسبة لمصر هي "قضية وجودية"، مشددا على أن الدولة لن تتوانى عن حماية حقوقها المائية في نهر النيل، مشيرا إلى أن مصر تدعم أي مشروعات تنموية في دول حوض النيل، نافياً ما يروج بأنها تمثل عائقاً أمام التنمية في هذه الدول.

الطاقة والإعلام: استراتيجيات واضحة للمستقبل
وفيما يتعلق بالطاقة، أشار مدبولي إلى أن إنتاج حقل ظهر عاد إلى مستوياته الطبيعية بعد حل أزمة مستحقات الشركاء الأجانب، مؤكدا أن مصر تستهدف استعادة الإنتاج الأقصى من حقولها خلال عامين أو ثلاثة، بفضل عودة الاستكشافات الجديدة.
وفيما يخص الإعلام، أكد ثقته في دور المجالس والهيئات المعنية، منوها بأن إلى أن الرئيس السيسي وجه بوضع خارطة طريق لتطوير الإعلام بمشاركة جهات مستقلة.
التحول الرقمي والإصلاحات المالية
وفيما يتعلق بإدخال الذكاء الاصطناعي في المراحل التعليمية، أوضح مدبولي أن الذكاء الاصطناعي أصبح حاضراً وليس مستقبلاً، مشيراً إلى إدراج مادة دراسية عنه في المدارس الثانوية ابتداءً من العام المقبل، مؤكدا أن الحكومة تتبنى خطة للتحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي، وأن هناك خطة لخفض الدين الخارجي وعجز الموازنة.

ملفات متفرقة: الإيجار القديم وقناة السويس
تطرق مدبولي إلى ملف الإيجارات القديمة، قائلاً إن قوانينها كانت مؤقتة ولجأت إليها دول كثيرة بعد الحرب العالمية الثانية، وأنها تسببت في انهيار آلاف العقارات، مشيرا إلى أن إيرادات قناة السويس تأثرت سلباً بالتوترات في المنطقة، لكنها بدأت في التحسن نسبياً.
وفيما يتعلق بالأموال الساخنة، أكد مدبولي، أن الأموال الساخنة لا يتم احتسابها ضمن احتياطي البنك المركزي، بل تُستخدم كأداة للمساعدة في اتزان السوق المحلية فقط، مشيرا إلى أن الحكومة لا تعتمد عليها في أرقامها ومؤشراتها الاقتصادية الرئيسية.
برنامج الإصلاح وتحديد الأسعار
وأوضح مدبولي أن الحكومة هي من تضع برنامج الإصلاح الاقتصادي وتحدد أهدافه، وأن صندوق النقد الدولي يقوم بمراجعاته بناءً على هذا الاتفاق، منوها إلى أن الدولة المصرية لا تُملى عليها أي شروط من الخارج، وأن أي تأجيل في تنفيذ إجراءات معينة يكون لصالح البلاد.

تسعير الوقود
وفيما يخص تسعير الوقود، أشار رئيس الوزراء إلى أن هناك خطة واضحة في هذا الصدد، وأن الزيادة المتوقعة في أكتوبر القادم قد تكون الأخيرة إذا استقرت الأسعار، مؤكدا أنه سيظل هناك دعم لسعر السولار بعد هذه الزيادة.
وعن أسعار العقارات، قال مدبولي إنها تخضع لآليات العرض والطلب، وشدد على ضرورة وضع ضوابط واضحة للتسعير لمنع التفاوت الكبير في الأسعار.
التنمية الزراعية ووسط البلد
أكد مدبولي أن الدولة تشجع زراعة المحاصيل الاستراتيجية وتوفر أسعارًا مجزية للمزارعين، مشيراً إلى زيادة سعر توريد القمح العام القادم لدعم الفلاحين، رغم انخفاض السعر العالمي.
وفيما يخص وسط البلد، أكد مدبولي أن المنطقة مسجلة بطابع عمراني خاص لا يمكن تغييره، وأن أعمال إعادة الإحياء تتم بالشراكة مع القطاع الخاص، مع الأخذ بآراء المواطنين من خلال المنصات الإعلامية.
وفي ختام اللقاء، نوه مدبولي إلى أن هذه الجلسات الحوارية مع رؤساء التحرير سيتم تكرارها بشكل دوري.