عاجل

مدبولي: نرفض بصورة حاسمة أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته

مصطفي مدبولي
مصطفي مدبولي

في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها الشرق الأوسط، جدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، التأكيد على الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

وجاءت  تصريحات مدبولي في كلمة مصر بالمؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين لتعكس موقفًا واضحًا من الحكومة المصرية، التي ترى أن أي حلول بديلة أو التفاف على هذا المسار لن تؤدي إلا إلى المزيد من الفوضى والتوترات.

الإبادة الجماعية في غزة

وفي سياق حديثه، أشار رئيس الوزراء إلى ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في قطاع غزة، واصفًا ما يحدث بأنه إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، في ظل استمرار العمليات العسكرية التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين الأبرياء، من بينهم أطفال ونساء وكبار سن. 

وأكد أن هذه الانتهاكات الجسيمة لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهلها، خاصة وأنها تمثل خرقًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.

كما شدد مدبولي على أن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم لا يقل خطورة عن الفعل نفسه، موضحًا أن هناك مسؤولية أخلاقية وإنسانية تقع على عاتق القوى الكبرى ومجلس الأمن، لوقف نزيف الدم الفلسطيني وفتح المجال أمام عملية سلام حقيقية.

 

دعم الشعب الفلسطيني في أرضه

وأكد مدبولي أن مصر تعمل على ضمان بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه وعدم تهجيره قسرًا، في ظل المحاولات المستمرة لدفع الفلسطينيين إلى النزوح خارج أراضيهم التاريخية. 

 

وقال إن مصر بحكم موقعها ودورها الإقليمي، لن تسمح بأي محاولات لتغيير التركيبة الديموغرافية للأراضي الفلسطينية أو فرض واقع جديد يتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وأضاف أن مصر ستواصل التنسيق مع الدول العربية والأطراف الدولية كافة للضغط على إسرائيل من أجل وقف التصعيد العسكري، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية التي يحتاجها أهالي غزة بصورة عاجلة.

إعادة إعمار قطاع غزة

وفي إطار الحديث عن جهود ما بعد الحرب، شدد رئيس الوزراء على أن مصر ملتزمة بلعب دور رئيسي في إعادة إعمار قطاع غزة، وهو ما ظهر جليًا في مبادرات القاهرة السابقة عقب جولات العدوان الإسرائيلي الماضية. 

 

وأوضح أن إعادة الإعمار لا تقتصر فقط على البناء المادي للمنازل والمرافق، بل تمتد لتشمل إعادة تأهيل البنية التحتية، ودعم الخدمات الأساسية، بما فيها الصحة والتعليم والمياه والطاقة.

وأكد مدبولي أن مصر ترى أن عملية الإعمار يجب أن تكون جزءًا من رؤية شاملة للسلام العادل، تقوم على الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

مصر ودورها التاريخي

واختتم مدبولي تصريحاته بالتأكيد على أن مصر ستظل دائمًا في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب الأولى، ولن تتراجع عن دورها في دعم الأشقاء الفلسطينيين سياسيًا وإنسانيًا وتنمويًا مشيرًا إلى أن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا عبر تسوية عادلة وشاملة تضمن للفلسطينيين حقوقهم الكاملة، وتضع حدًا لعقود من الصراع والمعاناة.

وتجدد مصر رسالتها إلى العالم بأن السلام الحقيقي لن يتحقق بالقوة أو بسياسات الأمر الواقع، بل بالعدل واحترام الحقوق المشروعة للشعوب، وأن حل الدولتين يبقى الخيار الوحيد القادر على إنهاء الصراع وفتح صفحة جديدة من الاستقرار في المنطقة.

تم نسخ الرابط