من رحم النازية ولد للعالم سفاح جديد.. كيف يطبق نتنياهو أفكار هتلر؟

لطالما تم تشبيه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمستشار الألماني الأسبق أدولف هتلر، في وحشية الجرائم التي ارتكبوها، وقتل الآلاف من المدنيين دون وجه حق.
رغم انتقاد نتنياهو لهتلر لما فعله من إبادة نازية لليهود، أشارت العديد التقارير أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يتبع خطاه بالضبط، ويرتكب إبادة جماعية صهيونية للمسلمين.
نتنياهو يتحدث عن هتلر
وفقًا لموقع “ABC”، أشار نتنياهو، في 21 أكتوبر عام 2015، في كلمة ألقاها أمام المؤتمر الصهيوني، إلى سلسلة من الهجمات على اليهود في فلسطين، خلال عشرينيات القرن العشرين، والتي زعم إنها كانت بتحريض من مفتي القدس آنذاك الحاج أمين الحسيني.

وكان الحسيني قد سافر إلى برلين لزيارة هتلر في عام 1941، وزعم نتنياهو إن ذلك الاجتماع كان له دور فعال في قرار الزعيم النازي بشن حملة لإبادة اليهود.
وقال نتنياهو في خطاب ألقاه في اليوم السابق لمغادرته في زيارة إلى ألمانيا: "لم يكن هتلر يريد إبادة اليهود في ذلك الوقت، بل كان يريد طرد اليهود".
وقال نتنياهو إن الحاج أمين الحسيني ذهب إلى هتلر وقال له: "إذا طردتهم، سيأتون جميعاً إلى هنا (فلسطين). فماذا أفعل بهم؟"، فسأل هتلر المفتي، الذي رد: "أحرقهم".

التاريخ يعيد نفسه ونتنياهو يتبع خطى هتلر
في عام 1933، صعد أدولف هتلر إلى السلطة في ألمانيا، وأنشأ دكتاتورية نازية دموية، وبدأ حربًا عالمية أدت إلى مقتل عشرات الملايين من الناس ونفذ إبادة جماعية مخططة، واستهدف المدنيين عمدًا، بما في ذلك النساء والأطفال والرضع، وبعد ما يقرب من 60 عامًا من جرائم الزعيم النازي، خرج للعالم مختل صهيوني يحمل نفس السيناريو يدعى “بنيامين نتنياهو”، ليكون هو سفاح القرن 21.
تشن إدارة نتنياهو المجرمة هجوما على قطاع غزة بنفس عقلية هتلر - الإبادة الجماعية، منذ السابع من أكتوبر 2023، كما استهدفت المستشفيات ومخيمات اللاجئين، وحتى الأطفال الذين لم يولدوا بعد يقعون ضحايا لهذه الهجمات الإسرائيلية.
كما ارتكبت إسرائيل جرائم حرب وانتهاكات صريحة لحقوق الإنسان من خلال احتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية ومنع المساعدات الإنسانية.
هتلر، الذي ارتكب إحدى أكبر جرائم القتل الجماعي في التاريخ، اختبأ في ملجأ تحت الأرض خلال الأيام الأخيرة من الحرب، وعندما سقطت برلين، أدرك أنه سيُقبض عليه ويُحاسب، فانتحر بتناول السيانيد وإطلاق النار على رأسه، وفي موقف مشابه، فمع كل قصف على الأراضي الإسرائيلي، يهرع الإسرائيليون بما فيهم نتنياهو إلى الملاجئ خوفًا من الموت.

بالأرقام.. نفس الجرائم ونفس الإبادة الجماعية
وفقًا لموقع "press x press"، أظهرت دراسة أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية عام 2024، أن 70% من الفلسطينيين يشبهون سياسات نتنياهو بسياسة هتلر.
وتقدر أضرار البنية التحتية في غزة بنحو 18.5 مليار دولار، مع تدمير 62% من المنازل، أي نحو 291 ألف وحدة، فمنذ عام 1967، واجهت إسرائيل أكثر من 700 قرار تدين أفعالها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو عدد أكبر من أي دولة أخرى في العالم.
وشبّه المشهد السياسي العالمي الحالي بعهد هتلر، مسلطًا الضوء على تصرفات نتنياهو التي تُشبه الغطرسة والعدوان اللذين شهدناهما في الحرب العالمية الثانية، والتي أسفرت عن قتل ستة ملايين يهودي.
في الأيام الأولى من حياته السياسية، كان نتنياهو يُشاد به في كثير من الأحيان باعتباره رجلا قويا، وزعيما قادرا على إدارة السياسة في الشرق الأوسط بيد ثابتة.
وفقًا لدراسة أجراها مركز القدس للشؤون العامة، استخدم حزب الليكود بزعامة نتنياهو خطابًا معاديًا للعرب في 30% من حملاته الانتخابية منذ عام 1996، مقارنةً بـ 17% فقط للأحزاب الإسرائيلية الكبرى الأخرى، هذا الاستخدام المدروس للرسائل المعادية للأجانب مكّن نتنياهو من ترسيخ مكانته كـ "زعيم قوي" في نظر العديد من الإسرائيليين، تمامًا كما فعل هتلر في ألمانيا خلال ثلاثينيات القرن الماضي.
مع تقدم فترة ولايته، بدأ يظهر تحول ملحوظ في النظرة العامة إليه، كشفت بيانات دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث، عام ٢٠٢٣، أن ٦٢٪ من الإسرائيليين يعتبرون تصرفات نتنياهو "استبدادية" أو "ديكتاتورية"، وهي زيادة ملحوظة عن نسبة ٤٩٪ المسجلة عام ٢٠٢٠.
وعلاوة على ذلك، تسلط بيانات مؤشر الديمقراطية العالمي الضوء على انخفاض ملحوظ في درجة الديمقراطية في إسرائيل، حيث انخفضت من 7.79 في عام 2006 (تزامنا مع تولي نتنياهو منصبه) إلى 7.13 بحلول عام 2020، مما يشير إلى اتجاه مثير للقلق يتجه نحو الاستبداد.
يمكن أن يُعزى هذا التحول في الرأي العام، جزئيًا، إلى سياسات نتنياهو وخطاباته المتشددة بشكل متزايد، وقد أثار اعتماد إسرائيل لـ "قانون الدولة القومية" عام ٢٠٢٣ جدلًا واسعًا، إذ اتُهم بترسيخ الهيمنة اليهودية مع تجاهل حقوق المواطنين غير اليهود.
تُظهر بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن عدد الإسرائيليين في الضفة الغربية قد ارتفع بأكثر من 50% منذ ولاية نتنياهو الأولى كرئيس للوزراء عام 1996، ليصل إجمالي عددهم إلى أكثر من 600 ألف مستوطن، وقد أدانت منظمات حقوق الإنسان هذا التعدي المستمر على الأراضي الفلسطينية، إلى جانب هدم منازل الفلسطينيين وتشريد آلاف المدنيين، على نطاق واسع باعتباره شكلاً من أشكال التطهير العرقي.
في ثلاثينيات القرن الماضي، شكّلت أفعال هتلر العدوانية، مثل إعادة تسليح منطقة الراينلاند وضم النمسا، انتهاكًا صارخًا لمعاهدة فرساي وغيرها من اتفاقيات ما بعد الحرب العالمية الأولى، وبالمثل، دأب نتنياهو على رفض دعوات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وهيئات دولية أخرى لوقف توسيع المستوطنات الإسرائيلية واحترام حقوق الشعب الفلسطيني.
وبحسب بيانات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت إسرائيل موضوعا لعدد أكبر من القرارات التي تدين أفعالها من أي دولة أخرى في العالم، حيث صدر أكثر من 700 قرار من هذا القبيل منذ عام 1967، وعلى الرغم من هذه الإدانة الدولية الساحقة، ظل نتنياهو ثابتاً في دعمه لاحتلال الأراضي الفلسطينية واستمرار بناء المستوطنات.
وعلاوة على ذلك، فإن العلاقات الوثيقة التي أقامها نتنياهو مع الزعماء الشعبويين اليمينيين المتطرفين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك شخصيات مثل جو بايدن وفيكتور أوربان، منحت الشرعية لحركة عالمية متنامية من القومية الاستبدادية التي تشكل تهديدا خطيرا للنظام الديمقراطي الليبرالي.
تتجاوز عواقب أفعال نتنياهو حدود إسرائيل وفلسطين بكثير، فقد أدى دعمه لتوسيع المستوطنات غير الشرعية ورفضه الانخراط في مفاوضات سلام جادة إلى تأجيج التوترات في الشرق الأوسط، مما يُعرّض الاستقرار الإقليمي للخطر ويهدد بإشعال صراع أوسع نطاقًا.

محاضرة في جامعة ميشيجان تشبه نتنياهو بهتلر
وفقًا لموقع “times of Israel”، تضمنت إحدى المحاضرات لطلاب الفنون في جامعة ميشيجان، متحدثًا قارن بين نتنياهو وأدولف هتلر، حيث عرض المتحدث إيموري دوجلاس، ضمن سلسلة عروض "بيني ستامبس"، التي تقدمها كلية ستامبس للفنون والتصميم، شريحةً تُظهر صورةً لنتنياهو وهتلر، كُتبت على وجهيهما عبارة "مذنبون بالإبادة الجماعية"، وأسفل الصورة، عُرض تعريف الإبادة الجماعية.
عمل دوجلاس "كفنان ثوري مقيم ووزير للثقافة في حزب الفهود السود في منطقة خليج سان فرانسيسكو من عام 1967 وحتى الثمانينيات"، وفقًا لموقع المدرسة على الإنترنت.