جهود مبذولة في طريق مسدود.. لماذا يخشى الغرب النووي الإيراني؟

أعادت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي، وهو ما قالت عنه الخارجية الإيرانية بأنه باطلًا من الناحيتين القانونية والإجرائية.
وتساءل البعض عن سبب خوف الدول الغربية من امتلاك إيران لسلاح نووي، بجانب أنها ستكون ثاني دولة في منطقة الشرق الأوسط تمتلك هذا السلاح المميت.
لماذا يخشى الغرب السلاح النووي الإيراني؟
وفقًا لوكالة أسوشيد برس، أصرت إيران لعقود على أن برنامجها النووي سلمي، ومع ذلك، يهدد مسؤولوها بشكل متزايد بالسعي لامتلاك سلاح نووي.
وتُخصب إيران اليورانيوم الآن إلى مستويات قريبة من مستوى الأسلحة النووية، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تملك برنامجًا للأسلحة النووية وتقوم بذلك، ما أثار مخاوف دول الغرب، وبموجب الاتفاق النووي لعام ٢٠١٥، سُمح لإيران بتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء ٣.٦٧٪ والحفاظ على مخزون يورانيوم يبلغ ٣٠٠ كيلوجرام.
وقدّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مخزون إيران قبيل الحرب بـ ٩٨٧٤.٩ كيلوجرام، منها ٤٤٠.٩ كيلوجرام من اليورانيوم المخصب حتى درجة نقاء ٦٠٪، وهو ما يسمح لها بتصنيع عدة أسلحة نووية، إذا ما اختارت ذلك.
وتشير تقديرات وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أن إيران لم تبدأ بعد برنامجا للأسلحة النووية، ولكنها "قامت بأنشطة تجعلها في وضع أفضل لإنتاج جهاز نووي، إذا اختارت القيام بذلك".
جهود مبذولة في طريق مسدود
حاول الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع في نيويورك، بذل جهد دبلوماسي في اللحظات الأخيرة لوقف العقوبات، إلا أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي عرقل جهودهما واصفًا الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بأنها "طريق مسدود تمامًا".
قال عراقجي يوم الجمعة في نيويورك، تعليقًا على العقوبات: "لا نعتقد أنها ستؤثر على الشعب الإيراني، وخاصةً على تصميمه على الدفاع عن حقوقه. لكن السؤال هو: ما يؤثر عليها هو الدبلوماسية. لقد أغلقت الطريق أمامها".
إيران ترد على فرض الأمم المتحدة عقوبات عليها
قالت الخارجية الإيرانية، اليوم، في بيان، على إعادة تفعيل العقوبات ضدها بالتأكيد على “ضرورة اعتبار القيود التي يفرضها هذا القرار على البرنامج النووي الإيراني منتهيةً بحلول الموعد المحدد”.
وقالت في البيان الذي نقلته وكالة “مهر” للأنباء أنها تعتبر أن استغلال الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، ألمانيا، فرنسا) والولايات المتحدة لآلية فض النزاعات المنصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة وقرار مجلس الأمن رقم 2231 وتفعيل “آلية الزناد” “إن هذه الدول انتهكت أحكام خطة العمل الشاملة المشتركة والقرار رقم 2231 بدعمها للهجمات العسكرية التي شنّها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية”، وأضافت أن “إيران ترى أن هذه الإجراءات رافقتها نية سيئة وانتهاك مستمر للالتزامات”.
واعتبرت الخارجية الإيرانية أن “محاولة إحياء القرارات الملغاة لا أساس قانوني لها وغير مقبولة أخلاقياً ومنطقياً، لأن البرنامج النووي السلمي الإيراني قد عولج بشكل شامل في خطة العمل الشاملة المشتركة والقرار 2231، والموعد النهائي له هو 18 أكتوبر2025ـ”.
وأضافت أن “الدول الأوروبية الثلاث لم تلتزم بأحكام القرار 2231 في عملية متابعة القضية، وليس من حق مجلس الأمن طرح مشروع القرار للتصويت تحت ضغطها.”
وأكدت الخارجية الإيرانية رفضها هذا الادعاء وقالت إنه “لا يوجد أي التزام قانوني على أعضاء الأمم المتحدة، بما في ذلك إيران، بشأن القرارات الملغاة” واعتبرت أن “على جميع الدول الامتناع عن الاعتراف بهذا الوضع غير القانوني”. مشيرة إلى التزامها بالدبلوماسية والحوار لحل القضايا النووية بشكل عادل.
وقالت طهران إنها “ستواصل محاسبة الجناة ومرتكبي هذه الجريمة- الهجمات الأخيرة على منشآتها النووية- ومعاقبتهم، وستستخدم جميع الوسائل المتاحة لمقاضاتهم والمطالبة بالتعويضات.” كما “تُؤكّد إيران على دفاعها الحازم عن حقوقها الوطنية في وجه أي تحرك مُضر”.