لماذا يعين نتنياهو شخصيات معدومي الخبرة في المناصب الأمنية في إسرائيل؟
أكدت الدكتورة نيفين وهدان، أستاذة العلوم السياسية، أن إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيين اللواء رومان جونمان مديرًا لجهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد" مطلع الشهر الجاري، بالتزامن مع تكليف مسئول مؤقت بإدارة جهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، يعد تطورًا صادمًا يعكس تحولًا خطيرا في بنية صنع القرار الأمني داخل إسرائيل.
وقالت الدكتورة نيفين وهدان في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، إن التوقعات داخل الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية كانت تتجه نحو اختيار شخصيات ذات خبرة واسعة في الاستخبارات والأمن القومي، لا سيما في ظل حالة التأهب الإقليمي المصاحبة للمرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام وما تحمله من تبعات استراتيجية.
اختيار معدومي الخربة في المناصب الإسرائيلية الحساسة
وأضافت وهدان أن اختيار شخصية تفتقر إلى خبرة استخباراتية عميقة لإدارة جهاز بحجم الموساد والشاباك يثير تساؤلات حول دوافع نتنياهو الحقيقية، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقبلة، لافتة إلى أن هذا التوجه يعكس نزعة واضحة لدى نتنياهو لإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية وفق معايير الولاء الشخصي بدلًا من الاحتكام للكفاءة المهنية، وأن نتنياهو يسعى إلى إحكام السيطرة على الأجهزة الحساسة لمنع أي انتقادات أو كشف محتمل للإخفاقات المرتبطة بهجوم 7 أكتوبر 2023.

وأكدت وهدان أن حالة من تراجع الثقة تسود حاليًا بين نتنياهو وكبار المسؤولين الأمنيين السابقين الذين يضغطون باتجاه فتح تحقيقات واسعة حول الإخفاقات الأمنية يوم الهجوم، مردفة ان نتنياهو يتبنى مفهوم الأمن الشخصي وليس الأمن القومي، وهذا التحول قد يفاقم هشاشة المؤسسات الأمنية الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة."
ولفتت إلى أن المؤشرات الحالية تنذر باحتمالية استقالات جماعية داخل قيادات الموساد رفضًا لنهج الولاء السياسي، معتبرة أن ذلك قد يمثل أزمة بنيوية تهدد قدرة إسرائيل على مواجهة التحديات الجيوسياسية والأمنية المتصاعدة.
واختتمت الدكتورة نيفين وهدان تصريحاتها بالتأكيد على أن مسار التعيينات الأخيرة يفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية بشأن مستقبل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، قائلة إنه قد يكون نتنياهو بصدد صناعة اللحظة التي ستنقلب عليه؛ فإدارة الأجهزة بالولاء لا بالكفاءة قد تحمل نهاية أسرع لمستقبله السياسي، خاصة إذا تزامن ذلك مع أزمات خارجية تهدد استقرار حكومته.



