أيقونة اقتصادية.. مجدي شاكر يشرح تأثير افتتاح المتحف المصري الكبير على المواطن

أشاد الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، بحكمة القيادة السياسية في تنظيم الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير، مؤكدًا أن ما شهدته مصر مؤخرًا لم يكن مجرد حدث ثقافي أو أثري، بل عرس حضاري واقتصادي يعكس قوة الدولة المصرية وقدرتها على استثمار تاريخها لخدمة حاضرها ومستقبلها.

المتحف قوة ناعمة لمصر أمام العالم

وقال شاكر، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة الحدث اليوم، إن هناك تساؤلات متكررة من المواطنين حول الفائدة المباشرة لافتتاح المتحف، موضحًا أن المشروع يمثل إضافة اقتصادية كبرى ستنعكس على المواطن بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال انتعاش الحركة السياحية وتوفير فرص عمل جديدة في قطاعات مختلفة.

وأوضح كبير الأثريين أن افتتاح المتحف بهذا الشكل المشرف يعد رسالة قوية للعالم بأن مصر تمتلك القدرة على إدارة مشروعات ثقافية عالمية المستوى، مشيرًا إلى أن المشروع جاء بدعم وتمويل جزئي من الحكومة اليابانية بقرض ميسر تبلغ فائدته بين 1.3% و1.5% على مدار 30 إلى 40 عامًا، وهو ما يعكس الثقة الدولية في الاقتصاد المصري.

وأضاف أن المتحف لا يُقاس بعائد التذاكر فقط، فالسائح الذي يزور المتحف ينفق في المقابل على النقل والإقامة والمطاعم والمشتريات، ما ينعش عشرات الصناعات المرتبطة بالسياحة، بدءًا من النقل والفنادق والمطاعم وحتى الزراعة والصناعات اليدوية. 

فرص عمل وتنمية اقتصادية شاملة

وأكد شاكر أن المتحف المصري الكبير سيسهم في زيادة متوسط مدة إقامة السائح في القاهرة من يومين إلى أربعة أيام على الأقل، وهو ما ينعكس على ارتفاع الإيرادات السياحية وفرص العمل، كما أوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد إنشاء فندق عالمي بالقرب من المتحف، ما سيضيف بعدًا استثماريًا جديدًا ويخلق فرص عمل إضافية للشباب.

وأشار إلى أن نحو 15 ألف موظف وعامل يشاركون في منظومة تشغيل المتحف بشكل مباشر، إضافة إلى آلاف آخرين يعملون في قطاعات مساندة مثل السياحة والنقل والخدمات الفندقية، موضحًا أن كل فرد من هؤلاء يعول أسرة، ما يعني أن المشروع يعود بالنفع على عشرات الآلاف من الأسر المصرية.

المتحف يعزز استرداد الآثار المصرية بالخارج

وتحدث شاكر عن بُعد آخر للمتحف لا يقل أهمية، وهو إعادة الاعتبار للهوية المصرية وقدرة الدولة على المطالبة بآثارها الموجودة في الخارج، مضيفًا:"في الماضي كان يُقال إن مصر لا تمتلك متاحف قادرة على حفظ وعرض الآثار العالمية، أما اليوم فأصبح لدينا أكبر وأحدث متحف في العالم، وهو ما يمنحنا الشرعية الكاملة للمطالبة بعودة قطعنا الأثرية".