00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

خطابات عاطفية عن الجنة والنار .. لماذا يعانى المصريون من الفكر السلفي؟

الفكر السلفي
الفكر السلفي

في الوقت الذي تتسارع خطوات الدولة المصرية لدفع عجلات التنمية للأمام؛ وبالتوازي معاها تسعى لتجديد الخطاب الديني من خلال المؤسسات الرسمية المعنية بتحقيقه وسط مبادئ الوسطية السمحة، يعاني المجتمع المصري من أفكار السلفية التي لازالت تتشدق بأفكار وافدة لا تتلائم مع طبيعة المجتمع المصري.

لماذا يعاني المجتمع المصري من الخطاب السلفي؟

الخطاب السلفي الذي نشط مؤخرًا بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير وبالتوازي مع دعوات الدفاع عن الهوية المصرية، وصل به الأمر لإصدار فتاوى تهدف لتدمير الآثار المصرية ووصفها بالأصنام، والهجوم على رأس المؤسسة الدينية في مصر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف وآخرين لموقفهم من الدعوة للحفاظ على تلك الآثار.

فبعد فتوى مصطفى العدوي التي غلفها بخشية محبة فرعون وآله ونية الاتعاظ لا الانبهار لم تلبث أن تبعتها فتوى أخرى تحريضيه على الهدم باعتبارها أصنام مذللة بعبارة (تعبد أو لا تعبد)، ما يدفعنا للسؤال كيف نواجه أفكار السلفية في مصر؟

الداعية أسامة القوصي
الداعية أسامة القوصي

أسباب رواج الفكر السلفي في مصر

يقول الداعية أسامة القوصي، إن سبب رواج السلفية في مصر هو ترك المجال لهم عقودًا طويلة؛ تغيرت خلالها مفاهيم كثيرين من المصريين وخصوصًا مع كثرة المصريين العاملين في المملكة وكثرة أعداد المصريين في الحج والعمرة عن سائر الجنسيات الأخرى، إضافة لكونه فكرًا وليس تنظيمًا يمكن حظره أو تجفيف منابعه، وبسبب كل ما سبق سنحتاج لوقت ليس بالقصير للقضاء عليه داخل مصر.

وشدد في تصريحات لـ «نيوز رووم»: ينقصنا تكثيف جهود التوعية أكثر من المعدلات الحالية إضافة لعمل كل مؤسسات الدولة المعنية بالتوعية والتثقيف كدور العبادة والمدارس والجامعات والإعلام بكل أنواعه والقوى الناعمة ووزارة الثقافة والأزهر والإفتاء والأوقاف.

عبدالغني هندي
عبدالغني هندي

الإسلام حضارة تعيش 

عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عبدالغني هندي، قال في تصريحات لـ «نيوز رووم»، إن أصحاب هذا المنهج والفكر كانوا سببًا في ضياع الحضارة الإسلامية والآثار النبوية الشريفة في مكة والمدينة، وهدم على أيديهم آثار الصحابة، فلو حافظوا على آثار النبي التي خربوها بأيديهم لكانوا يملكون آثارًا لأعظم الحضارات على وجه الأرض.

وأوضح أنه في الوقت الذي ينشبون فيه عن رسومات كانوا قد سبقوا إلى تخريب الآثار النبوية ومنزل سيدنا رسول الله الذي كان متواجدًا حتى القرن الـ 18  بزعم الشرك، مشددًا على أن هؤلاء لم يفهموا رسالة الإسلام التي احتضنت مختلف الثقافات والحضارة المصرية القديمة وما تبعها من رومانية وبيزنطية وقبطية وأيضا الإسلامية في مصر خير شاهد.

وأكد أن المصريين أثبتوا خطأ تلك المعتقدات رغم مرور التتار والمغول والصليبين واليهود الذين كانوا سببًا في دمار شواهد الحضارة الإسلامية في عددٍ من البلدان ومنهم العاصمة الإسلامية بغداد، فكانوا نموذجًا فريدًا للحفاظ على التراث الحضاري على تنوعه، لافتًا إلى أن لدينا آثار إسلامية شاهدة عبر العصور تشهد لهذا الشعب بحفظه التراث الذي لم يأت فترة على المصريين في تدينهم أن دعوا لهدمه أو تبنوا وجهة نظر تخريبية.   

وشدد: هزمنا الصليبين والتتار والمغول واليهود، احتضنا تراث الأمة الإسلامية بعد تدميره في بغداد، حافظنا على علوم الإسلام لنحو 9 قرون ووفد إلينا العلماء، مؤكدًا أنه فيما يتعلق برواج تلك الأفكار الهدامة في مصر أنه علينا أن نوجه اللوم لأنفسنا لأننا لم نمتلك زمام المبادرة ضدها، وتركنا العمل الرئيسي بأن نحافظ على الوسطية في القاع بالعودة إلى القرية والعزبة والكفور والنجوع، وأن نشتبك معهم، فبعد 30 يونيو وجدنا من اشتبكوا مع هذه الجماعات لم يعد لهم صوتًا، فيما علا صوت المتعايشين منهم، ولم نمكن بالقدر الكافي من تنفيذ مخططات للمحتوى الرقمي والانتشار، لذا علينا المواجهة بشكل صحيح.

هشام الصوفي الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية
هشام الصوفي الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية

الخطاب العاطفي 

يقول هشام الصوفي الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية، إن السلفية مؤثرين لاستخدامهم خطابًا عاطفيًا عن الجنة والنار، في الوقت الذي يعمل فيه الأزهر كمؤسسة لكل الناس صالحهم وفاسدهم ولا يسعى لمواجهة أحد، وإنما منبرًا للنور والرصد ومواجهة التحديات والفكر بالفكر.

وتابع في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: أما التجديد في الفكر الإسلامي فهو لازمة من لوازم شريعتنا السمحة لا يمكن أن ينفك عنها، فالشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، ولا يكون هذا إلا بتجددها لمواكبة حاجات الناس المتجددة، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يرى أن تجديد الخطاب الدينى أو تحديثه مع الحفاظ على الثوابت الإسلامية، وأخذ المتغيرات الاجتماعى والاقتصادية والسياسية والبيئية المستحدثة فى الاعتبار، قضية بالغة الأهمية في فكر المواجهة للرد على ما يثار ضد الإسلام والمسلمين.

وأضاف: للقارئ أن يعلم أن أزمة التجديد ليست فى مناهج الأزهر بل فى المتطفلين على موائد الدعوة.. ولابد أن نفرق بين التجديد والتبديد. لذلك فإن الأزهر يعمل على ترتيب الأولويات مما يجب على الداعية فعله وما يجب أن يبدأ به، وهذه المراجعة إنما تعنى إعادة ترتيب عقل الداعية الذى بدوره يجدد للأمة دينها ويبعث فيها روح الإخلاص لله والعمل لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتجديد موجه إلى فكر المسلمين وسلوكهم لأمر الدين وليس إلى الدين نفسه، فالمسلمون بحاجة إلى التجديد فى كل ميدان.

وشدد على أن الأزهر يقوم بهذا الدور الأن في جامعاته ومراكز أبحاثه المشتعلة بعشرات الدورات التدريبية للمنتسبين إليه، لكن بقي أن هناك أدوار مختلفة تتعلق بالشباب والرياضة والثقافة والتعليم وتحسين مستوى المعيشة. فالتجديد لابد أن يسير في جميع الاتجاهات لنجني ثماره المرجوة بإذن الله في أقرب وقت.

تم نسخ الرابط