بيتها متحف وبتعرض كل الأزياء المصرية.. شهيرة محرز حارسة التراث المصري
مصر بها الكثير من النساء التي ذوو الشخصيات الفريدة والمجهودات الدءوبة فى مجالات الحياة المختلفة، وشهيرة محرز إحدى أيقونات هذا الوطن اللاتى يتلألأن فى سمائه.
من هي شهيرة محرز؟
شهيرة محرز هى باحثة وجامعة للتراث لتأكيد هويتها وهويتنا المصرية والحفاظ عليها من مظاهر العولمة والتقليد للغرب، تسعى لتأصيل الأشياء بدءًا من أزيائنا التراثية والعمارة وصولاً إلى الطبخ الذى ترى أن دولًا كثيرة تسجله ونحن نتجه للتقليد والتخلى عن مطبخنا المصرى.

وُلدت محرز في عام 1936 لعائلة مهتمة بالثقافة والفنون، وهو ما ساعدها على تشكيل شغفها بالتراث منذ صغرها، ودرست علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم استكملت دراساتها العليا في فرنسا، حيث حصلت على درجة الدكتوراة من جامعة السوربون، وتناولت في أطروحتها موضوع الفنون الشعبية المصرية، وهو ما كان بداية لانطلاقتها في هذا المجال.
توثيق الحرف التقليدية
عملت شهيرة محرز على توثيق الحرف التقليدية والفنون الشعبية المصرية، بدءًا من الحرف اليدوية مثل التطريز والخزف، وصولًا إلى الأغاني والرقصات التقليدية، كانت ترى في هذه الممارسات تعبيرًا صادقًا عن هوية المصريين وروحهم، كما أولت اهتمامًا خاصًا بدور المرأة في الحفاظ على التراث، حيث وثّقت أعمال الحرفيات في القرى والمناطق الريفية.


وأسست محرز مشروعات عديدة لدعم الحرفيين والحفاظ على التراث الحي، من خلال توفير فرص تسويق منتجاتهم محليًا ودوليًا، كما ألفت كتبًا ومقالات قيمة، أبرزها كتابها الشهير “الفن الشعبي المصري”.
إطلاق كتابها “الأزياء المصرية – التراث المفقود”
بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، أطلقت شهيرة محرز إصدارًا مميزًا يحمل عنوان “الأزياء المصرية: التراث المفقود”، في فعالية احتضنها المتحف القومي للحضارة المصرية، وألقت خلال الحدث محاضرة كشفت فيها عن كواليس الكتاب الذي يُعد خلاصة رحلة بحث استمرت لعقود، جمعت خلالها قصصًا، صورًا، ومقتنيات، وثّقت بها ما لم توثقه كتب الموضة أو التاريخ.

العمل يتألف من 4 مجلدات شاملة، يستعرض أولها أنماط الأزياء النسائية عبر مصر من النوبة إلى الواحات، مرورًا بريف الدلتا وصحراء سيناء، كاشفًا أن تنوّع الأديان والعرقيات لم يُلغِ أبدًا وحدة النسيج الثقافي المصري.
من خلال هذه الأزياء، تتجلى رموزٌ قديمة اندمجت مع أخرى حديثة، في ما يشبه الشيفرة السرية لهوية مصر المتنوعة والواحدة في آن.
بين غصون الزيتون وروائح المطبخ المصري
شهيرة لم تتوقف عند الأزياء والتطريز، من أشجار الزيتون التي تملكها، استخلصت الزيت الطبيعي لتعيد توظيفه في منتجات تراثية، كما جمعت وصفات نادرة من مطابخ مصر المختلفة، من أسوان إلى دمياط، ودوّنتها في كتاب للطهي يكشف تنوع الثقافة الغذائية المصرية، التي لا تقل عراقة عن ثوب فلاحة أو زينة بدوية.
