عاجل

اليوم العالمي للمعلم|الشيخ كرم فراج: توقير المعلم فريضة شرعية وأخلاقية (خاص)

الشيخ كرم فراج
الشيخ كرم فراج

أكد الشيخ كرم فراج، شيخ مسجد السيدة سكينة رضي الله عنها، أن مهنة التعليم في ميزان الشريعة الإسلامية ليست مجرد وظيفة أو وسيلة للرزق، بل هي رسالة ربانية سامية، وامتدادٌ لرسالة النبوة، مشيرًا إلى أن اليوم العالمي للمعلم، الذي يوافق الخامس من أكتوبر من كل عام، يمثل تجديدًا للعهد مع هذه الأمانة العظيمة، وتذكيرًا بسمو مكانة المعلّم الذي وصفه أمير الشعراء أحمد شوقي بقوله:"قم للمعلم وفّه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا".

اليوم العالمي للمعلم

وقال الشيخ كرم  في تصريح خاص لـ «نيوز رووم» فرج إن المعلم وارث الأنبياء، وله منزلة جليلة في الدين الإسلامي لا تضاهيها منزلة بعد الأبوة، فهو الأب الروحي للأجيال، يزكي النفوس بالعلم، ويخرجها من ظلمات الجهل إلى نور اليقين.

وأضاف أن القرآن الكريم والسنة النبوية أكدا على رفعة مكانة العلم وأهله، مصداقًا لقوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة: 11].

وأشار إلى أن المعلّم نال شرفًا عظيمًا في السنة المطهرة، حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم العلم النافع من الأعمال الجارية بعد الموت، فقال: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".

وأكد أن المعلّم هو صاحب الأجر الجاري في الدنيا والآخرة، فكل حرف يعلّمه وكل خير يبثه بين طلابه يُكتب له في ميزان حسناته ما دامت الأجيال تنتفع به.

توقير المعلّم في زمن التحديات

وحذر الشيخ كرم فراج من ظاهرة العنف الطلابي ضد المعلمين، التي بدأت تبرز في بعض المجتمعات، مؤكدًا أن الاعتداء على المعلم – لفظيًا أو جسديًا – هو اعتداء على حرمة العلم ذاته، وسلوك يتنافى مع كل قيم الدين والأخلاق.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليس منا من لم يجلّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه"،
مبينًا أن الإساءة إلى المعلم هي جفاء لحق النبوة وتراجع خطير في منظومة القيم التربوية والأخلاقية.

ودعا إلى أن يشمل واجب المجتمع تجاه المعلّم ما يلي:

  • صيانة كرامة المعلم عبر تشريعات وآليات واضحة تحميه من أي إساءة أو عنف.
  • غرس أدب التوقير في نفوس الطلاب من خلال الأسرة والمدرسة معًا.
  • الدعم القانوني والاجتماعي لضمان بيئة عمل آمنة تحفظ للمعلم مكانته وهيبته.

وأكد أن المعلّم هو باني الأمة وحارس وعيها، وأن صلاح المجتمعات مرهون بصلاحه وتقديره، داعيًا إلى جعل هذا اليوم مناسبة لتجديد العرفان لكل من أضاء بعلمه دروب الأجيال.

خطوات عملية لتعزيز احترام المعلّم والحد من العنف المدرسي

وأوضح الشيخ كرم فراج أن مواجهة ظاهرة العنف ضد المعلّمين تتطلب تعاون الأسرة والمؤسسة التعليمية والمجتمع بأسره، من خلال ما يلي:

أولًا: دور الأسرة والمجتمع

غرس قيمة حرمة العلم في نفوس الأبناء منذ الصغر، وتذكيرهم بأن المعلم هو وارث الأنبياء في تبليغ الخير.

تربية الأبناء على أدب السلف الصالح في توقير العلماء، مستشهدًا بقول الإمام الشافعي: "كنتُ أتصفح الورقة بين يدي مالك تصفحًا رفيقًا؛ هيبةً له."

دعم موقف المدرسة، وعدم التقليل من شأن المعلّم أمام الأبناء، بل التعاون معه بروح الاحترام والتقدير.

ثانيًا: دور المؤسسة التعليمية

سنّ تشريعات رادعة تجرّم الاعتداء على المعلمين لفظيًا أو جسديًا.

تدريب المعلّمين على إدارة النزاعات المدرسية بالحكمة والرفق.

تفعيل دور المرشد الطلابي النفسي والاجتماعي لمعالجة جذور العنف ودعم المعلمين نفسيًا.

تنظيم حملات توعوية مدرسية مستمرة تركز على مكانة المعلم في الدين والمجتمع.

وختم الشيخ كرم فراج تصريحه بالتأكيد على أن المعلم هو عماد النهضة وبذر الخير في الأمة، وأن واجب المجتمع والدولة معًا أن يردّا له الجميل بتقديرٍ يليق برسالته النبوية، فـ"من علّمني حرفًا صرت له عبدًا"، كما قال الحكماء.

تم نسخ الرابط