هل تُقبل الأذكار بدون تحريك الشفتين؟.. أمين الفتوى يوضح

أجاب الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤالٍ: هل إذا قلت الأذكار من غير أن أحرّك شفاهي يُكتب لي ثواب؟، قائلًا: جزاك الله خيرًا على اهتمامك بعبادةٍ عظيمةٍ هي الذكر، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "ولذكرُ الله أكبر"، مبينًا أن من أعظم وأكبر العبادات أن يكون العبد في حالة ذكرٍ دائم لله تبارك وتعالى.
فتاوى الناس
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن الذكر له صورتان: ذكر بالقلب وذكر باللسان، والأكمل أن يجتمع الاثنان معًا؛ بأن يذكر الإنسان ربه بقلبٍ حاضرٍ ولسانٍ ناطق، مستشعرًا لمعاني ما يقول.
الذكر المطلق
وبيّن أن العلماء أجازوا الذكر بالقلب فقط فيما يُسمى بـ الذكر المطلق، كأن يكون الإنسان في طريقه أو عمله أو بيته، فيذكر الله في قلبه دون تحريك شفتيه، وهذا مقبول وله أجر.
واوضح أن الذكر المقيّد، المرتبط بالصلوات أو بقراءة القرآن، فيشترط فيه تحريك اللسان والشفتين، لأن الذكر هنا عبادة قولية لا تكون بالقلب فقط، فلا تصح قراءة الفاتحة أو التسبيح في الركوع والسجود دون أن يتحرك اللسان ويُسمع الإنسان نفسه همسًا ولو بصوتٍ خافت.
وأضاف الشيخ أن قراءة القرآن بالنظر في المصحف دون تحريك اللسان جائزة، ويُثاب الإنسان عليها نظرًا وتدبرًا، لكنها أقل أجرًا من القراءة باللسان والقلب معًا، مؤكدًا أن الأكمل والأتم أن يجمع الذاكر بين اللفظ والتدبر ليكون من الذين قال الله فيهم: "الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض".
https://youtu.be/sFxc7D8_wzE?si=NroC3fdT0o_yWqFv
دار الإفتاء توضح حكم إعمار المساجد وتزيينها
من جهة أخرى، مع توسع العمران وتطور فنون البناء في عالمنا المعاصر، تتجه الأنظار إلى المساجد التي باتت تُشيَّد بأجمل التصاميم وأرفع المواد، ما يثير تساؤلات البعض: هل يُعد تزيين المساجد وتجميلها أمرًا مشروعًا في الشريعة؟ أم أنه بدعة أو إسراف يتنافى مع الزهد والتواضع؟
وفي ضوء تغيُّر الأعراف وارتفاع مستويات البناء في البيوت والمرافق، تؤكد الفتوى أن إبقاء المساجد على حالة من البساطة المفرطة قد يوقع في النفور أو التقليل من شأنها في أعين الناس، ولذلك شرع الإسلام أن تكون المساجد في رفعة ظاهرها وجمالها لائقة بمكانتها.
حكم إعمار المساجد وتزيينها
في ظل التطورات العمرانية الحديثة وارتفاع مستوى البناء والتشييد، تصدر دار الإفتاء المصرية بيانًا شرعيًا يوضح حكم إعمار المساجد وترميمها وتزيينها، مؤكدًا أن ذلك من الأمور المشروعة والمأمورة في الإسلام، لما له من أثر إيجابي في تعظيم شعائر الله تعالى.
وأوضحت الدار أن الإسلام يحث على عمارة المساجد، مستشهدة بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [التوبة: 18]، وقوله سبحانه: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ﴾ [النور: 36]، وهو ما يدل على مشروعية بناء المساجد ورفعها وتزيينها، وعدم الاقتصار على بنائها فقط. كما نوهت إلى أن زخرفة المساجد وكتابة آيات القرآن الكريم عليها أمر مستحب، لأنه من التعظيم والتقديس لشعائر الإسلام.