البيت الأبيض: ترامب سيرسم الخط الأحمر لرد حماس على خطته بشأن غزة

أعلن البيت الأبيض، اليوم الخميس، أنه يأمل ويتوقع أن توافق حركة حماس على خطة التسوية الخاصة بقطاع غزة، والتي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا، مؤكدًا أن الرئيس ترامب سيرسم خطًا أحمر حيال رد حماس على بنود الخطة، في إشارة إلى حدود لا يُسمح بتجاوزها في التعامل مع المبادرة.
وكان البيت الأبيض قد أكد، أمس الأربعاء، أن هناك مناقشات حاسمة ترى حاليًا حول خطة السلام الأمريكية المقترحة للقطاع، والتي تهدف إلى إنهاء العمليات القتالية، وتأمين إطلاق سراح الرهائن، والتمهيد لمرحلة انتقالية دولية لإدارة غزة.
حماس: الالتزام بالمهلة مستحيل وسط العمليات العسكرية
من جانبها، أبدت حركة حماس صعوبة الالتزام بالمهلة المحددة في الخطة الأمريكية، والتي تنص على إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وتسليم جثامين القتلى إلى الجانب الإسرائيلي خلال 72 ساعة.
وخلال مشاورات جرت في العاصمة القطرية الدوحة، أوضحت الحركة للوسطاء أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لدراسة تفاصيل الخطة، التي تتألف من عشرين بندًا، مشيرة إلى أن عددًا من هذه البنود ما يزال محل تحفظات جدية.
ونقلت وكالة "معاً" الفلسطينية عن مصادر مطلعة، أن حماس طلبت ضمانات واضحة بشأن وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وشدّدت على ضرورة وضع جدول زمني محدد لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، فيما رفضت الحركة بند نزع سلاحها، واعتبرته غير قابل للتنفيذ في الظروف الحالية.
وأكدت حماس أن تنفيذ بند إطلاق سراح جميع الرهائن الـ48 خلال 72 ساعة "أمر غير واقعي"، بسبب تعذر التواصل مع بعض الجماعات التي تحتجزهم، في ظل الضربات العسكرية المتواصلة، وغياب معلومات دقيقة حول أماكن تواجد الرهائن أو أوضاعهم الصحية.

أرقام متباينة للرهائن
ووفقًا للبيانات الصادرة عن الجانب الإسرائيلي حتى نهاية سبتمبر، لا تزال حماس تحتجز 20 رهينة على قيد الحياة، بينما يُعتقد أن جثث 28 آخرين لا تزال داخل قطاع غزة.
وتنص خطة ترامب، التي تم الإعلان عنها في 29 سبتمبر، على وقف شامل للعمليات القتالية، وإطلاق سراح الرهائن خلال 72 ساعة، ثم بدء مرحلة انتقالية تُوكل فيها إدارة القطاع إلى جهة دولية مؤقتة، تتيح لسكانه حرية المغادرة والعودة ضمن آليات منظمة.
إجراء تشاورات بين حماس و سائر الفصائل الفلسطينية
وذكرت مصادر فلسطينية أن حماس لا تزال تجري مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء بشأن تفاصيل الخطة، وسط تحفظات واسعة من الفصائل، خصوصًا على بنود غامضة تتعلق بترتيبات الأمن والإدارة.
وأوضحت المصادر أن النسخة التي قُدمت للفصائل تختلف عن تلك التي تم عرضها على القادة العرب، وهو ما أثار الشكوك والمخاوف بشأن أهداف المبادرة وخلفياتها السياسية.
كما طالبت الفصائل بـضمانات مكتوبة بشأن وقف الحرب، وربط تسليم الرهائن بجداول زمنية لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي، لتجنب تكرار ما وصفوه بـ"تجربة لبنان" بعد الحرب الإسرائيلية في عام 2006.
غارات مستمرة وسقوط ضحايا في غزة
في هذه الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مناطق مختلفة من قطاع غزة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 75 شخصًا، وإصابة عشرات آخرين، جراء غارات جوية متتالية طالت أحياء سكنية ومناطق نزوح.
وفي جنوب غزة، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بالتزامن مع قصف مدفعي على المناطق الشرقية للمدينة.
البيت الأبيض: الملف بيد ترامب والمبعوث ويتكوف
من جهتها، صرّحت كارولاين ليفت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن المداولات بشأن مبادرة ترامب لا تزال "في مرحلة حساسة"، مشيرة إلى أن البيت الأبيض لن يصدر تصريحات إضافية في الوقت الراهن، حيث تم إحالة الملف بالكامل إلى المبعوث الخاص ستيف ويتكوف والرئيس ترامب.