بلجيكا تستدعي سفيرة إسرائيل بعد اعتراض قوات الاحتلال لأسطول الصمود

استدعت وزارة الخارجية البلجيكية سفيرة إسرائيل لدى بروكسل، على خلفية اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلي لسفن مساعدات إنسانية كانت متجهة إلى قطاع غزة ضمن قافلة أسطول الصمود العالمي ، وذلك بحسب ما أوردته تقارير إعلامية متعددة.
وأعربت الخارجية البلجيكية في بيان رسمي عن قلقها البالغ من اعتراض القافلة في المياه الدولية، مشيرة إلى أن ذلك يُعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي ومبدأ حرية الملاحة، لا سيما أن مهمة السفن كانت إنسانية بحتة وسلمية.
كما طالبت بروكسل حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتوضيحات عاجلة، مشددة على ضرورة الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين على متن السفن، بما فيهم المتطوعون من الدول الأوروبية.
قوات الاحتلال تعترض أسطول الصمود وتعتقل المئات
من جهته، أكد "أسطول الصمود العالمي" في بيان رسمي أن القوات الإسرائيلية اعترضت السفن المشاركة في القافلة أثناء إبحارها في المياه الدولية، وقامت بـ"اختطاف مئات المتطوعين" الذين كانوا على متنها ضمن مهمة سلمية لكسر الحصار المفروض على غزة.
وأضاف المنظمون أن أكثر من 443 متطوعًا من 47 جنسية تم احتجازهم بشكل غير قانوني بعد أن اعتلت وحدات من الكوماندوز الإسرائيلي السفن، ومنعتها من التوجه إلى شواطئ غزة.
إسرائيل تنقل المحتجزين إلى أشدود وتخطط لترحيلهم
ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن وحدة "شايتيت 13" التابعة للكوماندوز البحري الإسرائيلي اعترضت غالبية القوارب المشاركة، وعددها 47، وتم سحب النشطاء إلى سفينة حربية إسرائيلية نُقلوا عبرها إلى ميناء أشدود.
وأوضحت الصحيفة أنه سيتم ترحيل النشطاء إلى أوروبا فور وصولهم، مؤكدة أن أي من السفن لم يتمكن من اختراق المياه الخاضعة لسيطرة إسرائيل أو الاقتراب من قطاع غزة.
وأعلنت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي أن العملية انتهت دون وقوع إصابات، معتبرة أن محاولة القافلة "استفزاز فاشل" لم ينجح في اختراق ما وصفته بـ"الحصار البحري القانوني"، قائلة إن جميع الركاب بصحة جيدة، ويتم الآن ترحيلهم بسلام إلى دولهم.
ولفت البيان الإسرائيلي إلى أن سفينة واحدة فقط لا تزال في عرض البحر بسبب مشاكل ميكانيكية محتملة، مع التأكيد على أنه "سيتم التعامل معها في حال حاولت اختراق منطقة العمليات العسكرية النشطة".
احتجاجات أوروبية ودولية واسعة احتجاجا على اعتراض أسطول الصمود
أثارت العملية غضبًا واسعًا في أوروبا وأمريكا اللاتينية، حيث خرجت تظاهرات شعبية في عدد من المدن، أبرزها برشلونة، أثينا، إسطنبول، ونابولي، حيث نشرت شبكة سكاي نيوز صورًا لتجمّع مئات المتظاهرين أمام السفارة الإسرائيلية في برشلونة، تنديدًا باعتراض القافلة الإنسانية.
أما في إيطاليا، فقد دعت أكبر نقابة عمالية في البلاد إلى إضراب عام يوم الجمعة، احتجاجًا على الانتهاكات الإسرائيلية" بحق المتطوعين في أسطول الصمود واعتقال مئات الناشطين والبرلمانيين المشاركين في الأسطول.
كما شهدت مدينة نابولي احتجاجات ليلية، حيث قام المتظاهرون بإغلاق محطة القطارات الرئيسية، بعد ورود أنباء عن اقتراب نحو 20 سفينة مجهولة الهوية من أسطول الصمود الدولي.
وفي بوينس آيرس بالأرجنتين، اندلعت تظاهرات مماثلة، شارك فيها مئات الأشخاص.
إسبانيا تستدعي الممثل الدبلوماسي الإسرائيلي
وفي تصعيد دبلوماسي إضافي، أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس استدعاء القائم بالأعمال الإسرائيلي في مدريد، على خلفية الحادث.
وقال ألباريس في مقابلة مع قناة TVE الإسبانية: "استدعينا القائم بالأعمال الإسرائيلي اليوم"، مشيرًا إلى أن 65 مواطنًا إسبانيًا كانوا ضمن المتطوعين على متن أسطول الصمود.
الرئيس الكولومبي : جريمة اقتحام الأسطول تكشف زيف خطة ترامب
وفي سياق ردود الفعل الدولية، هاجم الرئيس الكولومبي تصرفات إسرائيل، واصفًا ما حدث بجريمة جديدة ضد الإنسانية"، مؤكدًا أن الحادثة تكشف زيف الخطة الأمريكية التي طرحها الرئيس دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب على غزة، والتي تقضي بوقف إطلاق النار وإدارة القطاع عبر هيئة انتقالية دولية.