هل فعلاً البلاء موكّل بالمنطق؟.. الشيخ خالد الجندي يوضّح ويكشف المفهوم الصحيح

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن المقولة الشهيرة: "البلاء موكل بالمنطق"، والتي كثيرًا ما تُتداول على أنها حديث نبوي، ليست حديثًا صحيحًا، وإنما هي أثر موقوف على الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
هل فعلاً البلاء موكّل بالمنطق؟
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن الإمام ابن الجوزي ذكر في كتابه "الموضوعات" أن هذا الحديث لا يصح نسبه إلى النبي ﷺ، وأنه حديث موضوع. لكن من المهم – كما أضاف – أن نعلم أن الصيغة الصحيحة لهذا القول مأثورة عن ابن مسعود بقوله: "البلاء موكل بالقول"، وقد صحح هذا الأثر الإمام الألباني رحمه الله.
وأضاف الشيخ الجندي: "يعني يا جماعة مش كل حاجة بنسمعها ونقول: قال النبي، لازم نتحقق. العبارة دي فعلاً ليها أصل، بس مش حديث، إنما هي أثر عن صحابي جليل وصححه كبار العلماء."
وتابع الجندي: "واللي بيؤكد هذا المعنى حديث البخاري المعروف، لما النبي ﷺ زار الأعرابي المريض، وقال له: لا بأس، طَهور إن شاء الله، فرد عليه الأعرابي وقال: بل حُمّى تفور، على شيخ كبير، تُزيره القبور، فرد عليه النبي ﷺ وقال: فنعم إذًا، يعني كأن الأعرابي جاب لنفسه الكلام، وبالفعل مات بعدها."
وأوضح الجندي أن هذا الموقف يدل بوضوح على أن الكلمة قد توافق القدر، فتصبح سببًا في وقوع البلاء على صاحبها، مؤكدًا أن هذا المعنى أقرّه الإمام ابن القيم في كتابه تحفة الودود، حيث قال إن اللسان قد يكون من أسباب وقوع البلاء، كما أن السكين أو النار أو الغرق أسباب للقتل، رغم أن الفاعل الحقيقي هو الله عز وجل.
وأكد الجندي أن الكلام الذي يقوله الإنسان – خاصة في لحظات الضيق أو الغضب – قد يُحتسب عليه كدعاء، مضيفًا: "لما واحد يقول: أنا خلاص رُحت في داهية، أو يقول: ربنا ياخدني، ممكن الكلمة دي تُعتبر كأنها دعاء، وقد تُستجاب، فالإنسان لا يدري متى توافق كلمته ساعة قدر أو ساعة استجابة."
وقال: "احرص على الكلام الطيب، لأن الكلمة الطيبة صدقة، ولأنك لا تدري أي كلمة قد تفتح عليك بابًا من الخير... أو بابًا من البلاء".