الحكومة الأمريكية مهددة بالإغلاق خلال ساعات.. وترامب يتوقع الأسوأ

تتجه الولايات المتحدة نحو إغلاق الحكومة الأمريكية للمرة الخامسة عشرة منذ عام 1981 يوم الثلاثاء، حيث لم يتمكن الجمهوريون والديمقراطيون من التوصل إلى اتفاق تمويل ولا توجد مؤشرات تذكر على مفاوضات نشطة قبل الموعد النهائي، وفقًا لموقع “CNN”.

في حال عدم التوصل إلى اتفاق بين الجمهوريون والديمقراطيون، سوف تغلق الحكومة الأمريكية في تمام الساعة السابعة صباحًا بتوقيت القاهرة.

لماذا ستغلق الحكومة الأمريكية؟

تبدأ السنة المالية الجديدة للحكومة الفيدرالية في الأول من أكتوبر، لكن الكونجرس لم يتفق بعد على مشروع قانون التمويل الضروري قصير الأجل.

في مجلس الشيوخ، يشغل الجمهوريون 53 مقعدًا، بينما يشغل الديمقراطيون 47 مقعدًا، ولم يحصل الجمهوريون على 60 صوتًا اللازمة لإقرار التشريعات، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هو الجمهوري جون ثون، وزعيم الأقلية هو الديمقراطي تشاك شومر.

في مجلس النواب، يشغل الجمهوريون 220 مقعدًا ويشغل الديمقراطيون 212 مقعدًا، ورئيس مجلس النواب هو الجمهوري مايك جونسون، وزعيم الأغلبية هو الجمهوري ستيف سكاليز، وزعيم الأقلية هو الديمقراطي حكيم جيفريز.

الخلاف يدور حول مشروع قانون الإنفاق قصير الأجل الذي قدمه الجمهوريون، والذي يحدد تمويل العمليات الحكومية حتى 21 نوفمبر، وبدون هذا المشروع، لا تستطيع الحكومة العمل.

إغلاق الحكومة الأمريكية

من المتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون مرة أخرى على مشروع قانون الإنفاق المؤقت الذي فشل بالفعل قبل ذلك، مع عدم وجود أي مؤشر على نجاح محاولة ثانية قبل يوم الأربعاء.

وقد يؤثر الإغلاق على الرحلات الجوية وبيانات الوظائف، وأصدرت الوكالات الفيدرالية خططًا من شأنها إغلاق مكاتب الأبحاث وعمليات خدمة العملاء وغيرها من الوظائف غير الأساسية، وإرسال آلاف العمال إلى منازلهم إذا توقف التمويل.

كما حذّرت شركات الطيران من أن الإغلاق قد يُبطئ الرحلات الجوية، بينما أعلنت وزارة العمل أنها لن تنشر تقريرها الشهري عن البطالة، وهو مؤشر اقتصادي رئيسي، وأعلنت إدارة الأعمال الصغيرة أنها ستتوقف عن إصدار القروض، بينما أعلنت وكالة حماية البيئة أنها ستعلق بعض أعمال إزالة التلوث.

يذكر أن آخر  مرة أُغلقت فيها الحكومة كانت نهاية عام ٢٠١٨، خلال ولاية ترامب الأولى.

ترامب يشعل الأمر 

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إنه من المرجح أن تُغلق الحكومة الأمريكية أبوابها، مُلقيًا باللوم على الديمقراطيين في تعثر المحادثات مع الجمهوريين بشأن اتفاق تمويل.

وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي قبل ساعات من انتهاء المهلة النهائية للتوصل إلى اتفاق عند منتصف الليل بتوقيت نيويورك: "سنواجه على الأرجح إغلاقًا حكوميًا. لا شيء حتمي، لكنني أعتقد أنه مُرجّح".

ونشر ترامب، في وقت لاحق، مقطع فيديو مزيفًا على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر صورًا تم التلاعب بها لزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، مع إضافة تعديلات عنصرية على وجه جيفريز.

ردّ جيفريز خارج مبنى الكابيتول: "في المرة القادمة التي تريدون فيها قول شيء عني، لا تتهربوا من خلال فيديو عنصري ومُزيّف. عندما أعود إلى المكتب البيضاوي، قولوا ذلك وجهًا لوجه".

هدد ترامب باستغلال الإغلاق الحكومي لتسريع وتيرة تطهير القوى العاملة الفيدرالية. في الربيع، أمر الوكالات بإعداد خطط لتسريح الموظفين "غير الأساسيين" الذين يُمنحون عادةً إجازة مؤقتة خلال فترة الإغلاق.

وقال ترامب للصحفيين صباح الثلاثاء: "قد نفعل الكثير، وهذا فقط بفضل الديمقراطيين".

ما هو احتمال إغلاق الحكومة الأمريكية؟

وفقًا لصحيفة “BBC”، ففي هذه المرحلة، تبدو احتمالات حدوث نوع من الإغلاق الحكومي مرتفعة، وهو ما أكده نائب الرئيس جيه دي فانس بعد لقاء ترامب مع زعماء الكونجرس يوم الاثنين.

وعلى الجانب الجمهوري، لم يكن مسؤولو إدارة ترامب على استعداد، حتى الآن، لتقديم أي تنازلات جوهرية.

ويبدو أنهم يعتقدون أن الديمقراطيين، باعتبارهم الطرف الذي يطالب بإبقاء الحكومة مفتوحة، سوف يتحملون العبء الأكبر من اللوم من جانب الجمهور كما فعلوا في بعض عمليات الإغلاق السابقة.

يسيطر الجمهوريون على مجلسي الكونجرس، ولكن في مجلس الشيوخ الأمريكي لا يزال أمامهم ما يكفي من الأصوات الستين التي يحتاجون إليها لإقرار مشروع قانون الإنفاق.