البرلمان الإيراني يطالب بطرد سفراء دول الترويكا الأوروبية ردا على آلية الزناد

طالبت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني وزارة الخارجية بطرد سفراء دول الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا)، وذلك على خلفية تفعيل "آلية الزناد" المنصوص عليها في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وقالت مصادر برلمانيةفي تصريحات صحفية إن اللجنة أبلغت وزارة الخارجية بأن "الحد الأدنى من الرد الإيراني يجب أن يكون طرد سفراء هذه الدول، التي شاركت فيما وصفته بـ(القرار الظالم)"، في إشارة إلى دعم العواصم الأوروبية لإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران.
وأضافت المصادر أن البرلمان سيعقد جلسة خاصة لمناقشة التفاصيل المتعلقة بتفعيل آلية الزناد، بحضور وزير الخارجية عباس عراقجي عقب عودته من نيويورك، على أن يتم إطلاع المواطنين الإيرانيين على نتائج هذه المناقشات.
اتهامات لبعض الجهات بالحرب النفسية
وأشارت المصادر إلى أن بعض الجهات تسعى لتخويف الرأي العام الإيراني من تداعيات العقوبات الجديدة، ووصفت ذلك بأنه "حرب نفسية وأجواء مصطنعة تقودها الولايات المتحدة وعناصر غربية من الداخل".
ورأت أن العقوبات المعلن عنها حاليًا أقل تأثيرًا من العقوبات الأمريكية التي فُرضت خلال السنوات الست الماضية، مضيفة أن ارتفاع سعر الدولار مؤخرًا ليس نتيجة تطبيق فعلي للعقوبات، بل بسبب حملات تضخيم إعلامي.
وأكدت المصادر أن العقبات الحقيقية أمام الاقتصاد الإيراني لا تزال متمثلة في تعطيل صادرات النفط وصعوبة إجراء المعاملات المصرفية الدولية، مشيرة إلى أن التهديدات الجديدة من مجلس الأمن لا تضيف شيئًا جوهريًا إلى تلك التحديات القائمة.
رضائي: الاتفاق النووي انتهى فعليًا بعد تفعيل الآلية
من جانبه، صرح إبراهيم رضائي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي البرلمانية، أن تفعيل آلية الزناد يعني فعليًا إلغاء الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، بما في ذلك التفاهمات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال في مقابلة مع التلفزيون الإيراني:"علينا أن نتوقف عن التعويل على الغرب، ونركز على تنفيذ برنامج اقتصادي مستقل. هذه العقوبات لن تُغيّر شيئًا في مسار اقتصادنا، بل ستزيد من عزيمة الشعب الإيراني على الصمود والتقدم."
وكانت الأمم المتحدة قد أعادت فرض عقوبات جديدة على إيران اليوم الأحد، بسبب برنامجها النووي، وهو ما وصفته وزارة الخارجية الإيرانية بأنه قرار "باطل قانونيًا وإجرائيًا".
السلاح النووي.. هاجس الغرب الدائم
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد المخاوف الغربية من نوايا إيران النووية، إذ تساءل مراقبون عن أسباب خشية العواصم الغربية من امتلاك طهران لسلاح نووي، لتصبح ثاني دولة في الشرق الأوسط تمتلك هذا النوع من السلاح الفتاك.
وبحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس، فقد أكدت إيران مرارًا أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي بحت، إلا أن مسؤولين إيرانيين أصبحوا يلوّحون بشكل متزايد بإمكانية السعي لامتلاك سلاح نووي، في حال استمرت الضغوط الغربية.
وتخصب إيران حاليًا اليورانيوم إلى مستويات قريبة من تلك المطلوبة لصناعة الأسلحة النووية، في تحد واضح لبنود الاتفاق النووي لعام 2015، الذي كان يجيز لها تخصيب اليورانيوم حتى 3.67% فقط، وبكمية لا تتجاوز 300 كجم.
ووفقًا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران تمتلك حاليًا نحو 9,874.9 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب، منها 440.9 كيلوجرام مخصبة حتى 60%، وهي كمية تكفي لصناعة عدة أسلحة نووية إذا اتخذت إيران قرارًا بذلك.
وتشير تقارير استخباراتية أمريكية إلى أن إيران لم تبدأ رسميًا برنامجًا لصنع الأسلحة النووية، لكنها أجرت أنشطة تجعلها على أعتاب امتلاك القدرة التقنية لصناعة قنبلة نووية إذا اختارت ذلك.