ما حكم الشرع في أخذ الزوجة من مال زوجها البخيل دون علمه؟

في ظل تزايد شكاوى الزوجات من "بخل" أزواجهن، يبرز تساؤل شرعي مهم: هل تأثم الزوجة لو أخذت من مال زوجها دون إذنه للإنفاق على نفسها وأولادها؟ .. وفي إجابة على هذا التساؤل، أكد الشيخ عصام الفقي، وهو من علماء الأزهر الشريف، أن على الرجل أن يعلم أن قوامته على المرأة مرتبطة بالإنفاق، مستشهداً بالآية الكريمة: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}.
الأخذ بـ"المعروف": الفيصل في المسألة
وأوضح الفقي، خلال لقائه عبر قناة الشمس، أن الزوج ينبغي أن يكون كريماً مع أهل بيته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يغلبن كل كريم ويغلبهن كل لئيم"، مشيرا إلى أن الفتوى الشرعية تبيح للزوجة التي ترى أن زوجها شحيح أن تأخذ من ماله بالمعروف ودون إذنه، مستدلاً بقصة هند بنت عتبة عندما شكت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بخل زوجها أبي سفيان، مضيفاً: "قال لها خذي ما يكفيك وأولادك بالمعروف".
ونوه إلى أن كلمة "المعروف" هي الفيصل والضابط في هذه المسألة، وفسر معناها الشرعي في حدود قوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا}، أي دون إسراف أو تبذير.
تحذير من الخلط بين "الكماليات" و"الأساسيات"
وتابع الفقي محذراً من تحول الأخذ من مال الزوج إلى خيانة للأمانة أو إسراف، مؤكداً أن المشكلة تكمن في اختلاف تعريف "المصطلح" بين الأزواج والزوجات، مشيرا إلى أن بعض الزوجات قد تخلط بين "الكماليات الكثيرة" و"الاحتياجات الأساسية"، مشيراً إلى أن ما تعتبره الزوجة بخلاً (مثل عدم شراء ماركة معينة أو سيارة جديدة) قد يكون ببساطة هو مقدرة الزوج الحقيقية.
وأكد أن الزوجة إذا أخذت من المال لغير الاحتياجات الأساسية أو فيه إسراف، فإن هذا يعد خيانة للأمانة وقد لا يكون من حقها، مشدداً على أهمية الانضباط في الإنفاق، مستشهداً بالآية الكريمة: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}.
الهلاك بسبب التكليف بما لا يُطاق
وفي سياق متصل، أشار إلى حديث نبوي خطير، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على أمتي زمان يكون هلاك الرجل فيه على يد زوجته وأهله، قيل: كيف يا رسول الله؟ قال: يكلفانه من الأمر ما لا يطيق".
ونوه إلى ضرورة أن تعيش كل زوجة على قدر مقدور زوجها وعلى قدر الحاجات الأساسية للبيت بـ"توسط"، محذراً من أن المشكلة التي يعاني منها المجتمع هي صرف ما هو أكثر من الدخل.