عاجل

صلاة الضحى .. وقتها وعدد ركعاتها وحكم أدائها في المنزل؟

صلاة الضحى
صلاة الضحى

تُعدُّ صلاة الضحى من النوافل العظيمة التي حثَّ عليها النبي ﷺ، وجعلها من دلائل الإيمان، وعلامات الصدق في العبادة. فهي صلاةٌ تُؤدَّى في وقت يغفل فيه كثيرٌ من الناس، لكنها تحمل من الفضل والأجر ما لا يُقدَّر بثمن. وقد دلّت الأحاديث النبوية على عظيم ثوابها، حتى قال بعض العلماء: "هي صدقة عن كل مفصل من مفاصل الجسد"، في إشارة إلى حديث النبي ﷺ الذي بيَّن أن ركعتين من الضحى تجزئان عن ذلك كله.

إنها صلاة الأوَّابين، الذين يرجعون إلى الله في كل أحوالهم، ويخصّونه بشيء من وقتهم في سكون النهار، فينالون بذلك محبة الله ورضوانه، ويُكتبون في ديوان الذاكرين الشاكرين. فصلاة الضحى ليست مجرد نافلة، بل هي بابٌ من أبواب القُرب إلى الله، ووسيلةٌ لجلب الخير، ودفع البلاء، ونورٌ في الوجه، وسعةٌ في الرزق.

وفي هذا السياق، نُبيّن فيما يلي حكمها، وفضلها، ووقت أدائها، وأفضل الأماكن لأدائها، معتمدين على أقوال أهل العلم، ومستندين إلى نصوص القرآن والسنة.

أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعًا من أداء صلاة الضحى في المسجد، مشيرةً إلى أن الأصل في أداء السنن والنوافل – ومنها الضحى – أن تُصلَّى في البيت، لما فيه من البُعد عن الرياء، وإحياء البيوت بالعبادة، واتباعًا لسنة النبي ﷺ. ومع ذلك، أكدت الدار أنه لا حرج في أدائها في المسجد، ما دامت لا تخالف الإجراءات التنظيمية التي تضعها الجهات المعنية بالمساجد.

 

ما وقت صلاة الضحى؟

 

صلاة الضحى سنةٌ مؤكدة ومستحبّة، يبدأ وقتها من ارتفاع الشمس مقدار رمح – أي بعد الشروق بنحو 20-25 دقيقة – وحتى ما قبل زوال الشمس بأربع دقائق تقريبًا (أي قبل الظهر بقليل). وأفضل وقتها هو حين ترمض الفصال، أي عندما تشتد حرارة الشمس ويبدأ الظل في الزوال، وهو رُبع النهار.

 

وقد ثبت فضل هذه الصلاة في عدة أحاديث، منها حديث النبي ﷺ:

"يُجزئ عن ذلك ركعتان يُركعهما من الضحى" [رواه مسلم].

 

نقلت دار الإفتاء أقوال الأئمة الأربعة على أن أداء النوافل في البيت أفضل من المسجد، ما لم تكن من السنن التي تُشرع جماعة كالعيدين، أو ما يُشترط له المسجد كصلاة الجمعة. واستشهدت بحديث زيد بن ثابت رضي الله عنه:

"صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" [البخاري].

 

وأوضح الفقهاء أن الصلاة في البيوت تُبعِد عن الرياء، وتجلب بركة الصلاة إلى أهل البيت، كما أنها سنةٌ نبويةٌ عمليةٌ لا ينبغي إغفالها.

 

حكم أداء صلاة الضحى في المسجد

 

رغم أن الأصل في صلاة الضحى أن تكون في البيت، إلا أن أداءها في المسجد جائز شرعًا، ولا يوجد مانع منه. واستدلّت دار الإفتاء بحديث النبي ﷺ:

"من خرج إلى تسبيح الضحى لا يُنصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر" [رواه أبو داود]، حيث فسّر العلماء "تسبيح الضحى" بأنها صلاة الضحى.

 

وأشار الإمام الخطابي وغيره إلى أن الحديث دليل على فضل الخروج لأداء الضحى في المسجد، مما يدل على الجواز والاستحباب أحيانًا، خصوصًا لمن يجد في المسجد راحةً أو خشوعًا أكثر، أو لمن لا يتيسر له الصلاة في بيته.

تم نسخ الرابط