ما حكم أكل الأخطبوط البحري؟.. دار الإفتاء: مباح ولكن بشروط

أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى توضح فيها الحكم الشرعي لأكل الأخطبوط ضمن الأطعمة البحرية، في ظل كثرة الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع خاصة مع توسع الناس في تناول المأكولات البحرية المختلفة، وتعدد الأنواع التي أصبحت تُعرض في الأسواق والمطاعم.
حكم أكل الأخطبوط
وأكدت دار الإفتاء أن الأصل في الأطعمة والأشربة هو الإباحة، ما لم يرد نص شرعي صريح يدل على التحريم، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾، وقوله تعالى: ﴿قُل لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ﴾. وأضافت أن الله سبحانه وتعالى أحل لعباده صيد البحر وطعامه، فقال: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ﴾.
وفي ضوء هذه القاعدة، أوضحت الدار أن الأخطبوط يعد من الحيوانات البحرية التي تعيش في الماء ولا تستقر خارجه، وله خصائص معروفة بكونه رخويًا من فصيلة الرأسقدميات، ويتغذى على الكائنات البحرية الصغيرة، ويُصاد غالبًا لأغراض الأكل.
وبحسب الفتوى، فإن جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة على جواز أكل جميع ما يخرج من البحر، سواء كان من جنس الأسماك المعروفة أو غيرها، كالرخويات، ما لم يكن هناك ضرر طبي مؤكد. أما الحنفية، فيرون كراهة أكل ما ليس من جنس السمك، فيعتبرون أكل الأخطبوط غير جائز عندهم كراهة تحريمية.
شروط أكل الأخطبوط
كما شددت دار الإفتاء على ضرورة الرجوع إلى المتخصصين في مجال الصحة والتغذية قبل تناول أي نوع من المأكولات البحرية، للتأكد من عدم احتوائها على مواد سامة أو ملوثة قد تؤثر على صحة الإنسان، مؤكدة على قاعدة “لا ضرر ولا ضرار” كمبدأ شرعي أصيل يحكم مثل هذه المسائل.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن أكل الأخطبوط جائز شرعًا وفقًا لقول جمهور الفقهاء، شريطة ألا يكون فيه ضرر على صحة الإنسان. ونصحت بضرورة الاعتدال في تناول الطعام، والحرص على ما ينفع البدن ولا يضره، مؤكدة على أن الشريعة الإسلامية تدعو دائمًا إلى التوازن والاعتدال في كل الأمور.