عاجل

استخدام أموال الزكاة في الرعاية الصحية للمرضى.. ما رأي الشرع؟

الزكاة
الزكاة

أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي حول استخدام أموال الزكاة في الرعاية الصحية للمرضى، مؤكدة أن علاج المرضى الفقراء وشراء الأدوية لهم من أوجه صرف الزكاة المشروعة. 

استخدام أموال الزكاة في الرعاية الصحية للمرضى

فالإسلام جعل كفاية الفقراء والمحتاجين واجبًا على المجتمع، وأوجب على الأغنياء أن يسهموا في سد احتياجاتهم الأساسية من المأكل والمشرب والملبس والمسكن، بل وامتد هذا الواجب ليشمل التعليم والعلاج وسائر متطلبات الحياة الكريمة.

علاج المرضى
علاج المرضى

لماذا فرض الله الزكاة؟

دار الإفتاء أكدت أن الحكمة من فريضة الزكاة هي تحقيق التكافل الاجتماعي، كما جاء في الحديث الشريف عن النبي ﷺ: «تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ» متفق عليه. ومن هنا فإن استخدام أموال الزكاة في الرعاية الصحية للمرضى يعد تطبيقًا عمليًّا لهذه الحكمة، حيث يُصرف المال في توفير العلاج والخدمات الطبية لمن لا يملكون ثمن الدواء أو تكاليف العلاج.

وأوضحت الفتوى أن علاج المرضى غير القادرين يدخل دخولًا أوليًّا في مصارف الزكاة، لأنه يحقق مصلحة الفقراء ويزيل عنهم الضرر. فإذا كان المريض لا يستطيع شراء الأدوية أو دفع تكاليف العمليات الجراحية، جاز للمسلمين أن يدفعوا من أموال زكاتهم لتغطية هذه النفقات، ما دام هذا المريض من مصارف الزكاة الشرعية.

ويُعد هذا الرأي منسجمًا مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى حفظ النفس، وهي من الضروريات الخمس التي جاءت بها الشريعة. فالصحة ركن أساسي من أركان حياة الإنسان، والمرض قد يحول بين الفقير وبين ممارسة حياته بصورة طبيعية. ولذلك فإن استخدام أموال الزكاة في الرعاية الصحية للمرضى يسهم في رفع المعاناة عن الفقراء ويعيد لهم القدرة على العمل والكسب والعيش بكرامة.

الزكاة
الزكاة

ما هي مصارف الزكاة؟

دار الإفتاء أشارت أيضًا إلى أن مصارف الزكاة تشمل الفقراء والمساكين، ومنهم المرضى المحتاجون. ولهذا فإن توفير العلاج من مال الزكاة ليس فقط جائزًا، بل قد يكون أحيانًا أولى من غيره إذا كانت حياة المريض متوقفة على الدواء أو التدخل الطبي العاجل.

وفي ختام الفتوى، شددت دار الإفتاء على أهمية توجيه أموال الزكاة إلى ما يحقق النفع العام ويرفع المعاناة عن الفقراء، مؤكدة أن استخدام أموال الزكاة في الرعاية الصحية للمرضى يجسد روح التكافل التي أرادها الإسلام بين أفراد المجتمع، ويساعد على تحقيق العدالة الاجتماعية التي تدعم استقرار المجتمع وتماسكه.

تم نسخ الرابط