عاجل

أولها اختيار الأم الصالحة ..كيف يكون بر الآباء للأبناء؟| أزهري يوضح

محمد كساب
محمد كساب

أكد الشيخ محمد كساب، أحد علماء الأزهر الشريف، أن الشريعة الإسلامية وضعت ميزانًا دقيقًا للعلاقة بين الآباء والأبناء، موضحًا أن حب الأبناء فطري وغريزي، ولذلك لم ترد وصية مباشرة بشأنهم في القرآن إلا في مواضع الميراث، لأن الآباء بطبيعتهم يمنحون أبناءهم الحب والرعاية بلا مقابل.

وأشار كساب  في تصريحات خاصة ل “ نيوز رووم ”كساب عن عمرَ بنِ الخطاب  قَالَ: قَدِمَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ بِسَبْيٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْي تَسْعَى، إِذْ وَجَدَتْ صَبِيًّا في السَّبْي أَخَذَتْهُ فَأَلْزَقَتْهُ بِبَطْنِها، فَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: «أَتُرَوْنَ هَذِهِ المَرْأَةَ طارِحَةً وَلَدَهَا في النَّارِ؟» قُلْنَا: لا وَاللَّهِ، فَقَالَ: «لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا»

وأوضح   أن بر الآباء لأبنائهم له صور متعددة، تبدأ من مرحلة الاختيار، ومنها:
 

  • اختيار أم صالحة وبيئة طيبة ليكون للأبناء أخوال صالحون.
  • اختيار اسم حسن لا يخجل الابن منه.
  • إطعام الأبناء من المال الحلال لينشأوا نشأة صالحة.
  • الاهتمام بتربيتهم دينيًا وأخلاقيًا.
  • رعايتهم نفسيًا، وتجنب جرح مشاعرهم أو إيذائهم نفسيًا.

بر الوالدين في الإسلام

أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ببر الوالدين والإحسان إليهما في آيات كثيرة من القرآن الكريم، فجعل حقهما مقرونًا بحقه سبحانه. قال جل شأنه:
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۝ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 23-24].

ولعِظم مكانتهما قرن الله طاعتهما بعبادته فقال: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء: 36]، كما قرن شكرهما بشكره في قوله تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [لقمان: 14]. بل أمر بمصاحبتهما بالمعروف حتى لو حملا ولدهما على الكفر به سبحانه، فقال: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15].

وقد أثنى الله على أنبيائه ببر الوالدين، فقال في وصف يحيى عليه السلام: ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا﴾ [مريم: 14].

واتفق الفقهاء على أن بر الوالدين فرض عين على كل مسلم، لا يسقط عن أحد ولا يُؤدى بالنيابة عن غيره. قال ابن مازه البخاري الحنفي في المحيط البرهاني : “طاعة الوالدين وبرّهما فرض خاص لا يقوم فيه أحد عن أحد”. وقال ابن أبي زيد القيرواني المالكي في الرسالة : “ومن الفرائض بر الوالدين وإن كانا فاسقين أو مشركين، فيلين لهما القول ويعاشرهما بالمعروف، ولا يطيعهما في المعصية”. وقال النووي الشافعي في المجموع: “وبر الوالدين فرض متعين على الولد”. وجاء عن ابن قدامة الحنبلي في المغني : “بر الوالدين فرض عين”.

فدلّ ذلك على أن بر الوالدين عبادة عظيمة، وواجب مؤكد لا يسقط في أي حال، بل يُطلب من المسلم الإحسان إليهما بالقول والعمل، مع اجتناب كل ما فيه عقوق أو أذى

تم نسخ الرابط