ما فضل وثواب التبكير في الذهاب إلى المساجد وانتظار الصلاة؟

حثَّ الشرع الحنيف على المسارعة إلى ارتياد المساجد والتبكير إليها، وعلى اغتنام ما بين الأذان والإقامة في أعمال الطاعات؛ من أداء السنن والنوافل، والإكثار من الدعاء والاستغفار، وتلاوة القرآن، وذكر الله تعالى، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقد وردت في ذلك نصوص كثيرة من السُّنَّة المطهرة، منها:
ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» متفق عليه.
قال الإمام ابن بطال في “شرح صحيح البخاري” : [يدخل في معنى التهجير: التبكير إلى جميع الصلوات قبل دخول أوقاتها؛ لينال فضيلة انتظارها] .
وكذلك ما أخرجه الإمام مسلم في “صحيحه” عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ».
وقد علَّق الإمام زين الدين العراقي في “طرح التثريب” بقوله: [هذا الحديث يدل على استحباب المكوث في المسجد انتظارًا للصلاة، إذ يُكتب له أجر الصلاة ما دام في مصلاه ينتظرها]
بناء مسجد من أموال النذر للفقراء.. هل هو جائز شرعًا؟
النذر من الأمور التي تشغل بال المسلمين ويكثر البحث عن حكمه وكيفيته ؛ وأوضحت دار الإفتاء أن الشرع الشريف أوجب على المُكلَّف أن يفي بنذر الطاعة عند القدرة عليه، وشدد على الوفاء به، وعلى ذلك تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة؛ففي الكتاب قالالله تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ﴾ [البقرة: 270]، وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 29]، وقوله تعالى في بيان صفات الأبرار: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ [الإِنسان: 7].
أدلة الوفاء بالنذر من السنة
ومن الأدلة على الوفاء بالنذرفي السنة: ما أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ»؛و ما أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ».
وأخرج الإمام البخاري في "صحيحه" عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ».
لا يجوز شرعًا أن يصرف المنذور للفقراء في عمارة المساجد
وفي إجابتها على سؤال حول حكم الشرع في بناء مسجد من مال النذور؛ قالت دار الإفتاء أما بالنسبة للتبرع من فلوس النذور لعمارة المساجد فقد صرح الفقهاء بأن المنذور للفقراء لا يصح صرفه لغيرهم، وبهذا يعلم أنه لا يجوز شرعًا أن يصرف المنذور للفقراء في عمارة المساجد.