دماء تحت الركام والنار.. القصة الكاملة لـ حريق مصنع المحلة بعد وفاة 11 شخص
حريق مصنع المحلة.. استيقظ أهالي الغربية، صباح اليوم الجمعة، على واقعة مأساوية هزت الشارع المصري، حيث النيران المتطايرة داخل مصنع ملابس مكون من 6 طوابق، ما تسبب في انهيار المنزل فوق رؤس العاملين، الذين لم يجدوا ما يفعلونه سوى محاولات بائسة للسيطرة على النيران التي أخذت في الانتشار، ما نتج عنه وفاة 11 شخصا من العمال وإصابة 35 آخرين.
حريق مصنع المحلة
وتسبب حريق مصنع المحلة، في حالة من الاستنفار الأمني والحكومي، حيث انتقلت سيارات الإطفاء والإسعاف في آن واحد، لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في حريق مصنع ملابس “غزل البشبيشي” بمنطقة اليماني في محافظة الغربية.
سبب حريق مصنع المحلة
تلقى مركز شرطة المحلة الكبرى، بلاغًا يفيد بنشوب حريق مصنع المحلة، وعلى الفور تم الدفع بـ 11 سيارة إطفاء و 20 سيارة إسعاف من مراكز المحلة وطنطا وسمنود، بجانب معدات إنقاذ ثقيلة بينها حفار ولودر.
وأشارت التحقيقات الأولية، إلى أن ماسًا كهربائيًا بالدور الأول العلوي تسبب في انفجار غلاية بخارية، ما أدى لاشتعال النيران بشكل مفاجئ وسريع، والتهمت النيران الطوابق الداخلية للمبنى الذي انهارت أجزاؤه لاحقًا، لتزيد حصيلة الضحايا.
ساعات طويلة من اندلاع النيران
وتمكنت قوات الحماية المدنية، من السيطرة على النيران بعد جهود مضنية استمرت لساعات، وفرضت كردونًا أمنيًا بمحيط المصنع، مع فصل المرافق العامة حفاظًا على حياة المواطنين، كما تواصلت عمليات رفع الأنقاض للبحث عن ناجين أو جثامين جديدة، وسط حالة من التأهب القصوى داخل المدينة.
وأعلنت وزارة الصحة استمرار تمركز 15 سيارة إسعاف في موقع الحادث لتقديم الدعم الطبي الفوري، فيما أطلق الأهالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات عاجلة للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين، وهو ما قابله تدفق عشرات المتبرعين إلى المستشفيات.
وأكد محافظ الغربية أن جميع المستشفيات مؤمَّنة ببنوك دم كافية، مشددًا على أن الوضع الصحي تحت السيطرة.
عدد ضحايا حريق مصنع المحلة
في سياق متصل، أكدت وزارة الصحة والسكان، أن حريق مصنع المحلة أسفر في حصيلة أولية، عن 11 حالة وفاة، بينهم فرد شرطة من الحماية المدنية فقد حياته أثناء عمليات الإنقاذ، و35 مصابا، جرى نقلهم إلى مستشفى المحلة العام ومستشفى سمنود المركزي.
وأعلن اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، خروج 26 مصابا بعد تلقي العلاج وتحسن حالتهم، بينما ما زالت 7 حالات تتلقى الرعاية داخل المستشفى، بينها حالتان بالعناية المركزة و5 حالات مستقرة.
تعويضات وتدخلات حكومية
من جانبها، وجهت مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، بصرف تعويضات عاجلة لأسر الضحايا والمصابين، وتكليف الهلال الأحمر المصري بتقديم التدخلات الإغاثية.
وكلف محمد جبران، وزير العمل، مديرية العمل بالغربية بمتابعة التحقيقات والتواجد في الموقع لدعم أسر العمال المتضررين.
جنازات مهيبة وسط انهيار الأهالي
وفي مشهد مؤثر، انهارت أسر ضحايا حريق مصنع المحلة، أمام المشرحة وقبل تسلم جثلمين ذويهم، حيث تجمع عشرات الأسر أمام المشرحة في مشهد يكسوه الحزن والصدمة.
كما ودع الأهالي بعض الجثامين التي تم استلامها من المشرحة في مشهد مؤثر، يملاؤه الحزن لفقدان 11 شخصا من الأبرياء، وكان بينهم شاب في مقتبل العمر، وهو البطل محمد مدحت بطل مصر للتايكوندو، حيث ظل يساعد في إنقاذ الأرواح حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
