هل تجوز صلاة النافلة في جماعة والدعوة إلى قيام الليل؟.. اعرف الحكم الشرعي

ما حكم صلاة النافلة في جماعة والدعوة إلى قيام الليل؟، سؤال أوضحته دار الإفتاء أن صلاة النافلة في جماعة مشروع شرعًا، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة»، وهو حديث متفق عليه بين الفقهاء. كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى النوافل في جماعة، مثل قيام الليل في رمضان، حيث صلى خلفه الصحابة في بعض الليالي، وفي ليلة أخرى لم يخرج لهم خشية أن تُفرض عليهم.
صلاة النافلة في جماعة
كما روت الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي مع بعض الصحابة خارج أوقات الفروض، ويجعلهم خلفه في ركعتين، ثم يدعو لهم بكل خير. وأكد الإمام النووي في شرحه على مسلم أن ذلك يدل على جواز صلاة النافلة جماعة.
ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفعل ومدى دلالته
أكدت دار الإفتاء أن ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفعل معين لا يدل على تحريمه، بل يدل غالبًا على عدم الوجوب. وقد وضح العلماء أن ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد يكون لعدة أسباب، منها:
عادة أو استقذار شيء.
نسيان أو سهو.
خشية أن تُفرض على أمته كما في صلاة التراويح.
عدم التفكير فيه أو عدم إدراك الحاجة إليه.
التزام بعموم آيات أو أحاديث تتعلق بالعبادة.
الحفاظ على قلوب الصحابة ودرء المشقة عنهم.
والغاية أن العبادة توقيفية من حيث الأركان والواجبات، أما الوسائل فهي متعددة، ولا يعتبر ضبط الصف أو اختيار وقت معين بدعة.
حكم الدعوة إلى صلاة قيام الليل في جماعة
دار الإفتاء أكدت أن الدعوة إلى اجتماع الناس لصلاة النافلة وقيام الليل ليست بدعة، بل هي وسيلة للعبادة. فالعبادة نفسها هي المقصود، والدعوة إليها وسيلة مشروع شرعًا للتعاون على الخير والبر والتقوى. وقد كان السلف الصالح يتفقون على أعمال الخير مثل مجالس العلم والذكر والدعاء الجماعي.
الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أكدت أن دعوة الناس للصلاة والدعاء والتسبيح في الأوقات المباركة، مثل يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذا كانت وسيلة للتقرب إلى الله، فهي لا تعد بدعة، ولا يُحكم عليها بالحرمة، طالما لم تُقحم بدعًا في العبادة نفسها، وتركز على السنن النبوية ومضمون القرآن والسنة.
بناءً على ما سبق: فإن الدعوة إلى قيام الليل في جماعة ليست بدعة، وصلاة النافلة جماعة مشروع شرعًا، سواء في الأيام العادية أو في الأزمان المباركة. والقول بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يدع الصحابة إلى صلاة النافلة في جماعة، ويُستدل من ذلك على التحريم، قول غير صحيح، فالدعوة إلى الخير وسيلة مأمور بها شرعًا، ويستحب القيام بها مع مراعاة التنظيم والاتفاق مع الجهة المشرفة على المساجد.