عاجل

دار الإفتاء: دعاء الاستفتاح سنة عند جمهور الفقهاء ولا يُنكَر على تاركه

دعاء الاستفتاح
دعاء الاستفتاح

أكدت دار الإفتاء المصرية أن دعاء الاستفتاح في الصلاة ليس واجبًا كما يعتقد البعض، وإنما هو من السنن التي اختلف الفقهاء في حكمها، مشددة على أنه لا يجوز الإنكار على من تركه أو على من التزم به؛ باعتباره من المسائل الخلافية التي يسع فيها الخلاف.

الإفتاء: دعاء الاستفتاح سنة عند جمهور الفقهاء ولا يُنكَر على تاركه

وأوضحت الدار في بيان لها أن المراد بدعاء الاستفتاح هو الذكر المشروع بين تكبيرة الإحرام والاستعاذة للقراءة، مثل قول المصلي: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، أو غيرها من الصيغ الثابتة، وسُمّي بذلك لأنه يُستفتح به الصلاة.

وبيّنت دار الإفتاء أن جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة ذهبوا إلى أن دعاء الاستفتاح سنة مؤكدة، يُستحب للمصلي الإتيان بها سواء كان إمامًا أو مأمومًا أو منفردًا، مستدلين بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقوله عند افتتاح الصلاة.

وفي المقابل، أوضحت أن المالكية في المشهور من مذهبهم ذهبوا إلى كراهة قراءته في الفريضة، على الرغم من صحة الأحاديث الواردة فيه، وعللوا ذلك خشية اعتقاد الناس بوجوبه، خاصة أنه واقع بين ذكريْن قولييْن واجبيْن هما تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة. وقد نُقل عن بعض المالكية قول آخر بالجواز منسوب إلى الإمام مالك نفسه.

وأضافت الدار أن رواية وردت عن الإمام أحمد بن حنبل تفيد القول بوجوبه، إلا أن المعتمد في المذهب الحنبلي أنه سنة من سنن الصلاة، وليس ركنًا أو واجبًا تبطل الصلاة بتركه.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن العلماء اختلفوا أيضًا في الصيغ الواردة؛ فبينما فضّل الحنفية والحنابلة صيغة: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، رجّح الشافعية صيغة التوجيه: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا…، فيما رأى بعض العلماء أنه من السنة التنويع بين الصيغ.

وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن دعاء الاستفتاح ليس واجبًا، ولا تبطل الصلاة بتركه، وأنه لا ينبغي للمسلمين أن يتنازعوا حوله، تطبيقًا للقاعدة الأصولية: "لا يُنكَر المختلف فيه، وإنما يُنكَر المتفق عليه". وبالتالي، فمن قرأ دعاء الاستفتاح فقد اتبع سنة نبوية مشروعة، ومن تركه فصلاته صحيحة ولا حرج عليه.

تم نسخ الرابط