لماذا سميت صلاة الضحى بهذا الاسم .. وما فضل المداومة عليها؟

الاستمرار على أداء صلاة الضحى من السنن المستحبة شرعًا عند جمهور الفقهاء، اعتمادًا على ما ورد من نصوص كثيرة في فضلها، وما جاء من ترغيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المداومة عليها.
وقت صلاة الضحى
سُمّيت صلاة الضحى بهذا الاسم لأنها تؤدَّى في وقت الضحى. ويبدأ وقتها من حين ارتفاع الشمس قدر رمح في عين الناظر، وهو ما يعادل تقريبًا 25 دقيقة بعد شروق الشمس في مصر، ويمتد وقتها حتى قبيل الزوال، أي قبل دخول وقت الظهر ببضع دقائق (نحو 4 دقائق تقريبًا في مصر).
فضل صلاة الضحى
لصلاة الضحى فضائل عظيمة:
• فهي سبب لمغفرة الذنوب مهما عظمت، فقد قال النبي ﷺ: «من حافظ على شُفعة الضحى غُفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر» (رواه الترمذي).
• وهي أيضًا بمثابة شكر يومي على كل مفصل من مفاصل الجسد؛ فقد جاء في الحديث: «يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة… ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» (رواه مسلم).
• كما أن النبي ﷺ أوصى بعض أصحابه بالمداومة عليها، فجعلها وصية غالية لا تُترك حتى الموت، كما ورد في وصيته لأبي هريرة وأبي الدرداء رضي الله عنهما.
حكم المداومة عليها عند جمهور الفقهاء
يرى جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية، وكذلك عدد من أئمة الحنابلة، أن المواظبة على صلاة الضحى مستحب شرعًا، استنادًا إلى الأحاديث التي رغّبت في دوام العمل الصالح، مثل قول النبي ﷺ: «إن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» (رواه أحمد). وقد أكد كبار فقهاء المذاهب ذلك، فاعتبروها من النوافل التي يُستحب الثبات عليها.
موقف الحنابلة
أما جمهور فقهاء الحنابلة فمالوا إلى أن الأفضل عدم المداومة المطلقة على صلاة الضحى، بل تُفعل أحيانًا وتُترك أحيانًا أخرى، استنادًا إلى ما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «ما كان رسول الله ﷺ يصلي الضحى إلا أن يجيء من مغيبه» (رواه مسلم)، وكذلك حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي ذكر أن النبي ﷺ كان يصليها تارة ويتركها تارة أخرى.
الفتوى المختارة
المختار في الفتوى هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وهو استحباب المداومة على صلاة الضحى، لما ورد من نصوص عامة في فضلها ولحث النبي ﷺ على المحافظة عليها.
توجيه عدم مداومة النبي ﷺ عليها
أما ما ورد من أن النبي ﷺ لم يكن يواظب على صلاة الضحى، ففسره العلماء بأنه كان يترك بعض الأعمال الصالحة خشية أن يظن الناس وجوبها فيشق عليهم، وهذا دأبه في كثير من النوافل. وقد ثبت أن السيدة عائشة رضي الله عنها نفسها كانت تواظب على صلاة الضحى، رغم قولها إنها لم ترَ النبي ﷺ يصليها، وذلك لأن وقته في الضحى غالبًا ما كان خارج بيتها، إمّا في المسجد أو عند بعض زوجاته أو في سفر، مما يوضح سبب عدم مشاهدتها له أثناء أدائها