عاجل

يمين منعقدة.. ما كفارة الحلف بالمصحف الشريف؟ الإفتاء توضح

الحلف على المصحف
الحلف على المصحف

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الحلف بالمصحف الشريف يمين منعقدة تجب فيها الكفارة عند الحنث، مؤكدة أن المقصود بالحلف هو الحلف بالقرآن الكريم الذي بين دفتي المصحف، وهو كلام الله تعالى وصفة من صفاته، ولذلك ينعقد اليمين به كما ينعقد بقول المسلم: "والله العظيم".

يمين منعقدة.. ما كفارة الحلف بالمصحف الشريف؟

جاء ذلك ردًّا على سؤال ورد إلى الدار من أحد المواطنين ذكر فيه أنه أقسم على المصحف ألا يعود إلى التدخين، لكنه اضطر للعودة بعد مشكلات صحية نصحه الأطباء على إثرها بالتدخين مجددًا، متسائلًا عن الكفارة الواجبة عليه.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن الفقهاء من المذاهب الأربعة اتفقوا على أن الحلف بالقرآن يمين منعقدة، ونقلت عن الإمام ابن قدامة الحنبلي في كتابه المغني قوله: "إن الحلف بالقرآن يمين منعقدة تجب الكفارة بالحنث فيها"، وهو قول جمهور العلماء من الصحابة والتابعين والأئمة. كما أوضح العلماء أن وضع اليد على المصحف عند الحلف داخل في هذا الباب، لأن النية تتجه إلى الحلف بكلام الله تعالى.

وبيَّنت الإفتاء أن كفارة اليمين وردت صريحة في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ﴾ [المائدة: 89]. وبالتالي فإن الحانث في يمينه مخيَّر بين إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، ولا ينتقل إلى الصيام إلا إذا عجز عن هذه الصور الثلاث.

وفي تفاصيل الكفارة، أوضحت دار الإفتاء أن الإطعام يكون بتقديم غداء وعشاء لعشرة مساكين في يوم واحد، أو إطعام مسكين واحد على مدى عشرة أيام، كما يجوز تمليكهم الطعام مباشرة بقدر نصف صاع من بُر أو صاع من تمر أو شعير لكل واحد. أما الكسوة فالمقصود بها ما يستر الجسد سترًا معتادًا، كقميص أو ثوب مناسب. وذهب بعض الفقهاء إلى جواز إخراج قيمة الطعام أو الكسوة نقدًا إذا كان ذلك أنفع للمساكين، كما هو الحال في الزكاة وصدقة الفطر، بينما منع آخرون ذلك ورأوا الاقتصار على الطعام أو الكسوة عينًا.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الحلف بالمصحف يمين منعقدة لا يجوز الاستهانة بها، وأن على المسلم الذي يحنث في يمينه أن يبادر بإخراج الكفارة الواجبة بحسب استطاعته، التزامًا بحدود الشرع وصونًا لحرمة كلام الله تعالى.

تم نسخ الرابط