عاجل

حكم قراءة صحيح البخاري بنية قضاء الحوائج.. الإفتاء تجيب

صحيح البخاري
صحيح البخاري

يجوز شرعًا قراءة "صحيح البخاري" بنية قضاء الحوائج وتيسير الأمور وتفريج الكروب؛ فقد تواردت أقوال العلماء سلفًا وخلفًا على أن قراءة هذا الكتاب المبارك من أسباب الفرج ودفع البلاء، وهو أصح كتاب بعد القرآن الكريم، وأعظم كتب السنّة على الإطلاق.

كان الإمام البخاري رحمه الله من عباد الله الصالحين، وكان مجاب الدعوة، وقد دعا بالخير لمن قرأ كتابه. وقد نقل العلماء أنه ما قرئ "صحيح البخاري" في شدة إلا فُرِّجت، ولا في مركب إلا نُجي أهله من الغرق، كما نقله الإمام ابن أبي جمرة ووافقه الحافظ ابن حجر العسقلاني. وأشار الإمام تاج الدين السبكي إلى أن قضاء الحوائج بقراءة البخاري أمرٌ مشهور ومجرّب. وكذلك صرّح الحافظ ابن كثير بأن قراءة البخاري يُستسقى بها ويُطلب بها الغمام.

وقد درج علماء الأمة في مختلف العصور على عقد مجالس لقراءة "صحيح البخاري" في أوقات الشدائد، سواء لدفع الوباء، أو الغلاء، أو طلب النصر، أو الاستسقاء. ومن الأمثلة الشهيرة لذلك: ما وقع في عهد التتار، حيث اجتمع العلماء لقراءة البخاري طلبًا للفرج، وذكر الإمام الصفدي واقعة شهيرة لذلك في سنة 680هـ، وجاءت الأخبار تؤكد تحقق الفرج بعدها.

وفي العهد المملوكي، أمر السلاطين بقراءة "صحيح البخاري" في المساجد والقصور عند نزول الكرب والغلاء. واستمر العمل بذلك في الأزهر الشريف في عصور العثمانيين وما بعدها، كما نقل المؤرخ الجبرتي في "عجائب الآثار"، حيث وثّق وقائع متعددة اجتمع فيها علماء الأزهر على قراءة البخاري لدفع الوباء والانتصار على الأعداء وخسوف القمر وغيرها.

ونُقل أيضًا عن علماء الحرمين أنهم لجأوا إلى قراءة البخاري عند حلول وباء في المدينة المنورة، فاجتمعوا عند الحرم النبوي ودعوا الله تعالى أن يرفع البلاء، فصرفه الله تعالى عنهم.

الخلاصة
قراءة "صحيح البخاري" بنية قضاء الحوائج أمر مشروع، ومن السنن الحسنة التي توارثها العلماء عبر العصور، وقد ثبت بالتجربة والوقائع المتكررة أن فيها بركة ودعاء مستجاب بإذن الله، خاصة إذا قُرئ بقلب حاضر، مع التضرع إلى الله تعالى وصدق النية.

تم نسخ الرابط