العُرف بيمنع لكن الدين بيقول ايه!.. هل يجوز الدخول بالمرأة قبل الزفاف؟
تسأل سائلة وتقول: بعد كتب الكتاب.. هل يجوز الدخول بالمرأة قبل الزفاف؟، وفي جوابها نوضح ما ذكرته دار الإفتاء من خلال موقعها الرسمي.
هل يجوز الدخول بالمرأة قبل الزفاف؟
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الزواج في الإسلام سُنّة من سنن المرسلين وضرورة إنسانية واجتماعية، مشيرة إلى أن عقد الزواج متى استوفى أركانه وشروطه كان صحيحًا شرعًا، إلا أن الدخول بالزوجة له ضوابط وأعراف يجب احترامها ومراعاتها.
وأوضحت الدار في بيان لها أن الأصل في عقد الزواج أنه يترتب عليه إباحة العلاقة بين الزوجين، لكن إذا لم يكن هناك اتفاق بين الطرفين على الدخول مباشرة بعد العقد، فلا يجوز للزوج أن يطالب زوجته بالمعاشرة قبل إتمام الزفاف وانتقالها إلى بيت الزوجية. وأضافت أن الدخول سرًّا دون علم ولي الزوجة أو أهلها يعدّ أمرًا مخالفًا للعرف الصحيح الذي أقرّه الشرع، لما يترتب عليه من أضرار ومفاسد اجتماعية وقانونية.
وبيّنت الإفتاء أن العرف الجاري في المجتمعات الإسلامية على أن المعاشرة لا تتم إلا بعد الزفاف، وهو عُرف معتبر شرعًا يجب الالتزام به، لقوله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ﴾، لافتةً إلى أن الأعراف التي لا تخالف أحكام الشرع تُعتبر في حكم المشروط في العقد، ويجب الوفاء بها.
وحذّرت الدار من أن الدخول سرًّا قد يترتب عليه مشكلات كبيرة، خاصة إذا وقع طلاق أو وفاة قبل الإعلان عن الدخول، حيث قد تُنكر الحقوق المرتبطة به مثل ثبوت النسب أو استحقاق المهر أو الميراث، فضلًا عن الأضرار التي قد تلحق بالزوجة وأسرتها في حال حدوث حمل دون إقرار الزوج أو ورثته.
واستشهدت دار الإفتاء بقاعدة "سدّ الذرائع" التي تقضي بمنع أي فعل يؤدي إلى مفاسد أو مشكلات لاحقة، مؤكدة أن الدخول سرًّا يدخل في هذا الباب، ومن ثم يُفتى بتحريمه لما يترتب عليه من فساد واسع. كما أشارت إلى أن بعض الفقهاء، مثل المالكية، نصّوا على أهمية الإشهاد عند الدخول تحديدًا، حتى لا تُثار الشبهات وتُحفظ الحقوق.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الزوج ليس من حقه المطالبة بالمعاشرة الزوجية بمجرد العقد، وإنما يكون ذلك بعد الزفاف وانتقال الزوجة إلى بيت الزوجية بصورة علنية وموثقة، مشددة على ضرورة احترام الأعراف الاجتماعية السليمة، وصون الحقوق المترتبة على الزواج، تجنبًا لأي نزاعات أو أضرار قد تحدث مستقبلًا.
