عاجل

باحث: وصف الرئيس السيسي لإسرائيل بالعدو يعكس مدى تصاعد التوتر بين مصر وتل أبيب

د. محمد عثمان
د. محمد عثمان

صرح الدكتور محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، بأن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، كانت كلمة فارقة ووضعت الجميع أمام مسؤولياته، وسمّت الأشياء بمسمياتها، في ظل التصعيد الإقليمي المتزايد.

وأشار الدكتور محمد عثمان في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، إلى أن الرئيس السيسي استهل كلمته بالتعبير عن تضامن مصر الكامل مع دولة قطر، في مواجهة ما تعرضت له من عدوان، مؤكداً على دعم مصر الثابت للأمن القومي العربي ورفضها لأي انتهاكات تمس سيادة الدول.

وأضاف أن الرئيس استعرض بوضوح الخطوط العريضة للموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والذي يرتكز على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

لكن ما لفت الانتباه، بحسب الدكتور عثمان، هو أن كلمة الرئيس السيسي تضمنت أول تلويح مصري واضح وصريح بإمكانية تلاشي اتفاقيات السلام الموقعة بين إسرائيل ودول عربية، في حال استمرت إسرائيل في تصعيدها العسكري في المنطقة على هذا النحو، وهو تحذير مباشر وصريح توجه به الرئيس إلى الشعب الإسرائيلي، متجاوزًا حكومة دولة الاحتلال، التي باتت سلطة غير مسؤولة، تفتقد الرشد، وعديمة الأهلية.

تهديد بانهيار اتفاقية السلام

وأوضح الدكتور عثمان أن للمرة الأولى منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979، يصف الرئيس المصري إسرائيل بالعدو، وهو ما يعد سابقة ذات دلالات واضحة تعكس مدى التوتر المتصاعد في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.

وأكد أن الرئيس السيسي دعا أيضاً خلال كلمته إلى استحداث آلية للتشاور العربي الإسلامي، لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية الراهنة، في إشارة واضحة إلى ضرورة توحيد القدرات العربية لمواجهة الجموح الإسرائيلي، الذي لم تعد نيرانه تقتصر على غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان واليمن، بل امتدت لتطال دولة قطر، الدولة المحايدة التي تلعب دوراً محورياً إلى جانب مصر في الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال الدكتور محمد عثمان إن الرئيس السيسي عُرف في خطاباته بالمحافل الدولية بلغة هادئة ومفردات دبلوماسية، إلا أن كلمته في هذه القمة تميزت بصراحة ووضوح شديدين، مصحوبين بنبرة حادة لم تفقدها اللباقة المعتادة، وهو ما يعكس مدى خطورة المرحلة الراهنة، والتدهور المتسارع في أوضاع الإقليم، الذي يشهد تدحرجاً خطيراً نحو الهاوية نتيجة التهور الإسرائيلي المتواصل.

تم نسخ الرابط