دار الإفتاء توضح حكم تحريك الإصبع أثناء التشهد وكيفيته

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها حول مشروعية تحريك السبابة أثناء التشهد في الصلاة، وما هيئته الصحيحة، مشيرةً إلى أن الإشارة بالإصبع سنةٌ مشروعة باتفاق الفقهاء، وأن الخلاف بين المذاهب الفقهية في كيفية التحريك وتوقيته، هو خلاف في الأفضلية، لا في أصل الحكم، ما يعني أن الأمر فيه سَعة ولا يُنكر فيه المختلفون على بعضهم.
جاء في نصّ الفتوى أن المصلي يُسنّ له أن يشير بسبابته من اليد اليمنى أثناء التشهد، ويقصد بذلك التوحيد والخشوع ومتابعة هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويجوز اتباع أيٍّ من الهيئات الفقهية الواردة في ذلك بحسب ما يعين المصلي على التركيز والخشوع في صلاته.
الإشارة بالسبابة سنةٌ باتفاق الفقهاء
أوضحت دار الإفتاء أن الإشارة بالسبابة في التشهد سنة مؤكدة، وردت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عدة أحاديث صحيحة، منها ما رواه مسلم عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قعد في الصلاة أشار بأصبعه"، وما رواه وائل بن حجر: "فرأيتُه يُحرِّكها يدعو بها".
وأضافت الإفتاء أن الفقهاء الأربعة اتفقوا على مشروعية الإشارة، لكنها من سنن الهيئات، وهي سنن تتعلق بكيفية أداء الصلاة، وليست واجبة، ولا يُبطل تركها الصلاة، ولا يُعاد التشهد لأجلها.
كيفيات مختلفة لتحريك الإصبع.. والخلاف في الأفضلية لا في الأصل
أشارت دار الإفتاء إلى أن الفقهاء اختلفوا في طريقة الإشارة وتحريك الإصبع، وذلك لاختلاف الروايات في ذلك، موضحةً أن لكل مذهبٍ تفصيله الخاص:
- فالحنفية يرون رفع الإصبع عند قول "لا إله" ووضعها عند "إلا الله"، دون تحريكها.
- المالكية يُشيرون بها من أول التشهد إلى آخره مع تحريك مستمر.
- الشافعية يرفعونها عند "إلا الله" دون تحريك.
- الحنابلة يُشيرون بها عند ذكر لفظ الجلالة، أيضًا دون تحريك.
وبينت الفتوى أن الحكمة من هذه الإشارة أنها تعبير عن التوحيد والخضوع لله تعالى، وقد ورد أن لها أثرًا في استحضار القلب والخشوع، لكونها متصلة بنيَاط القلب، كما قال بعض العلماء.
اختتمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن: الإشارة بالسبابة أثناء التشهد سنةٌ مشروعة باتفاق الفقهاء، وكيفيتها محل خلافٍ معتبر في الفقه الإسلامي.
ولا مانع من اتباع أي هيئة من الهيئات المعروفة عند المذاهب الأربعة، إذ المقصود منها تحقيق المتابعة والخشوع، ولا ينبغي الإنكار على من خالف في ذلك ما دام ملتزمًا بمذهب معتمد.
وأكدت دار الإفتاء أن سعة الخلاف الفقهي في هذه المسألة وغيرها من سنن الصلاة يعكس مرونة الشريعة الإسلامية، وأن الأهم في الصلاة هو تحقيق الطمأنينة والخشوع، لا التوقف عند الجزئيات التي وسَّع فيها الشرع.