عاجل

الدكتور علي جمعة: حب رسول الله ﷺ ركن الإيمان وتواضعه درس للأمة

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن حب النبي محمد ﷺ يمثل ركنًا أصيلًا من أركان الإيمان، وأن غرس هذا الحب في نفوس الأبناء لا يتحقق إلا بالاقتداء بأخلاقه الشريفة، والوعي بما تركه من آثار ومواقف تُجسد التواضع والزهد في الدنيا رغم عظم مكانته كرسول وقائد.

تواضع النبي

وأوضح جمعة أن خاتم الرسول ﷺ كان رمزًا بليغًا على تواضعه، إذ لم يزد وزنه عن ستة جرامات من العقيق، وهو من أبسط وأرخص أنواع الأحجار حتى يومنا هذا، وقد نقش عليه: "الله" ثم "رسول" ثم "محمد"، بحيث تُقرأ من أسفل إلى أعلى. وأشار إلى أن ذلك الترتيب يُبرز إعلاء لفظ الجلالة، ويجسد تواضع النبي أمام ربه، لافتًا إلى أن الرسول كان قادرًا على أن يتزين بأفخر الأحجار والديباج، لكنه اختار الزهد والبساطة والبعد عن مظاهر الترف.

وأضاف أن وسادة الرسول ﷺ لم تكن من حرير أو قطن فاخر، وإنما من ليف خشن، موضحًا أن عظمة النبي لم تكن يومًا في ملبسه أو متاعه، وإنما في عمله وحركته لوجه الله. وتابع: "علينا أن نعلم أبناءنا أن قيمة الإنسان لا تقاس بمقتنياته أو مظهره، بل بأعماله وإخلاصه لربه".
وأشار جمعة إلى أن عصا الرسول ﷺ كانت غصنًا بسيطًا لا قيمة مادية له، لكن قيمتها تنبع من بركة يده الشريفة. وأوضح أن آثار النبي ﷺ حملت قيمة روحية عظيمة لدى الصحابة، مستشهدًا بضياع خاتمه في بئر أريس في عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث بذل الصحابة جهدًا عظيمًا في البحث عنه تقديرًا لمكانته وبركته.

وشدد على أن حب رسول الله ﷺ لا ينفصل عن الاتباع الصادق لسنته وسيرته، قائلاً: "علموا أبناءكم حب النبي، فإن حبه ركن الإيمان، وعلموهم أن التواضع لله هو طريق العزة الحقيقية، وليس ربط القيمة بالزينة أو المظاهر".

وختم الدكتور علي جمعة بالتأكيد على أن سيرة النبي ﷺ تمثل مصدرًا خالدًا للأخلاق والتربية، وأن الأمة أحوج ما تكون اليوم إلى استلهام هذا النهج في تربية الأجيال على المحبة والقدوة والاتصال بالله تعالى عبر سيرة خير المرسلين.

تم نسخ الرابط