عاجل

عماد أبو الرُب: أوكرانيا تراهن على الضغط العسكري لإجبار موسكو على السلام|فيديو

الصراعة الروسي -
الصراعة الروسي - الأوكراني

أكد الدكتور عماد أبو الرُب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، أن كييف ما زالت تراهن على الضغط العسكري داخل العمق الروسي كوسيلة لإجبار موسكو على مراجعة مواقفها السياسية، خاصة بعد فشل الجهود الأمريكية في دفع الأطراف نحو تسوية سلمية.

أوضح "أبو الرُب"، وخلال مداخلة هاتفية مع قناة إكسترا نيوز، أن روسيا وضعت شرطًا أساسياً لأي لقاء محتمل بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يتمثل في التوصل إلى اتفاق مبدئي قبل بدء أي حوار مباشر، وهو ما جعل كييف، بحسب وصفه، تعتمد على ما يسميه زيلينسكي بـ"قوة السلام"، أي استخدام الوسائل العسكرية لاستنزاف روسيا اقتصاديًا، مع استهداف منشآت الطاقة ومصادر تمويل الحرب.

"قوة السلام" استراتيجية أوكرانية

وأوضح أن الحديث عن "قوة السلام" لا يعني رغبة كييف في التصعيد العسكري بلا حدود، وإنما هو نهج تكتيكي يهدف إلى الضغط على موسكو عبر أدوات عسكرية محسوبة، لإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، فالهجمات على البنية التحتية الحيوية داخل روسيا تأتي ضمن مسعى لتقليص قدرات موسكو الاقتصادية على تمويل الحرب، بما يعزز الموقف الأوكراني على الصعيدين السياسي والعسكري.

وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية لا تمثل تغييرًا جذريًا في العقيدة العسكرية الأوكرانية، بل هي امتداد للخط العام الذي تتبعه كييف منذ بداية الحرب، والقائم على الجمع بين الصمود الميداني والمرونة السياسية.

العقيدة العسكرية الأوكرانية 

وفي رده على التساؤلات حول احتمال تغير النهج العسكري الأوكراني، شدد عماد أبو الرُب على أن الموقف العسكري لم يشهد تحولات كبرى، بل يظل ثابتًا عند هدفه الأساسي، وهو تحقيق سلام دائم يضمن سيادة واستقلال أوكرانيا، فضًلا عن أن الاعتماد على العمل العسكري لا ينفصل عن المسار السياسي، بل يخدمه من خلال تعزيز أوراق الضغط على روسيا.

وأكد أن كييف تتبنى نهجًا مزدوجًا، يجمع بين استمرار العمليات العسكرية لمنع أي تقدم روسي جديد، وبين إبداء استعداد للتفاوض دون شروط معقدة، بما يعكس رغبة أوكرانيا في حل سياسي طويل الأمد.

مرونة سياسية غير مسبوقة

وكشف "أبو الرُب" عن أن أوكرانيا أبدت مرونة واضحة في الآونة الأخيرة، حيث أعلنت استعدادها للجلوس إلى مائدة المفاوضات دون اشتراط وقف إطلاق النار المسبق أو انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، فيما يرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل إشارة قوية إلى رغبة كييف في الانفتاح السياسي، مع الإبقاء على خيار القوة العسكرية كورقة ضغط موازية.

وأوضح أن هذه المرونة لا تعني التنازل عن المطالب الأساسية، بل تعكس إدراك القيادة الأوكرانية لضرورة التكيف مع التطورات الميدانية والسياسية، بما يضمن الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها، وفي الوقت نفسه فتح الباب أمام حلول سلمية قابلة للتطبيق.

<strong>الدكتور عماد أبو الرب</strong>
الدكتور عماد أبو الرب

الصراع بين الحرب والدبلوماسية

وبحسب عماد أبو الرُب، فإن التوازن بين الحرب والدبلوماسية هو الخيار الذي تسعى كييف إلى تكريسه، خاصة أن الاعتماد على الضغط العسكري وحده قد لا يحقق الهدف المنشود دون مسار تفاوضي مواكب، مضيفًا أن القيادة الأوكرانية تراهن على أن استمرار الضغط على روسيا سيجبرها عاجلًا أو آجلًا على تقديم تنازلات سياسية.

واختتم عماد أبو الرُب حديثه بالتأكيد على أن أوكرانيا، رغم التحديات الهائلة التي تواجهها، لا تزال متمسكة بالوصول إلى سلام عادل ودائم، مع استعدادها لاستخدام كل الوسائل الممكنة لتحقيق هذا الهدف، سواء عبر الميدان العسكري أو من خلال الطاولة الدبلوماسية.

تم نسخ الرابط