محلل سياسي: أوكرانيا تسعى لاستخدام القوة لضمان شروط سلام مع روسيا

أوضح الدكتور عماد أبو الرب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، أن أوكرانيا تسعى إلى الضغط على روسيا عبر استهداف العمق الاستراتيجي، في محاولة لتغيير مواقف موسكو تجاه مسار التسوية السياسية، خاصة بعد تعثر جهود الوساطة الأمريكية.
زيلينسكي يكرر مفهوم "قوة السلام"
أشار أبو الرب في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يكرر مصطلح "قوة السلام"، في إشارة إلى أن استنزاف روسيا عسكرياً واقتصادياً، لا سيما في قطاع الطاقة، قد يدفعها إلى مراجعة مواقفها السياسية.
مضيفا أن هذه الاستراتيجية لا تعني تغييراً في العقيدة العسكرية الأوكرانية، بل هي استمرار لموقف ثابت يسعى لتحقيق سلام دائم.
ونوه إلى أن العقيدة العسكرية الأوكرانية لم تشهد أي تحول جذري، بل تواصل التمسك بمبدأ الانفتاح على التسوية، دون اشتراط وقف إطلاق النار أو انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، وهو ما يعكس مرونة الجانب الأوكراني في التعامل مع المبادرات الدولية.
الوساطة الأمريكية بين التقارب الروسي والضغط السياسي
وأكد أبو الرب أن الولايات المتحدة، بصفتها الوسيط الحالي، تلعب دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر بين موسكو وكييف، مشيراً إلى أن روسيا بدأت تتقارب جزئياً مع واشنطن، في ظل تغيرات في الإدارة الأمريكية مقارنة بفترة الرئيس السابق جو بايدن.
وفي سياق تقييم التصريحات الأمريكية الأخيرة، أوضح أبو الرب أن المشهد السياسي يشهد تداخلاً بين الضغوط الإعلامية والتهديدات الفعلية، مشيراً إلى أن أوكرانيا ترى أن واشنطن باتت أقرب إلى الموقف الروسي، وهو ما يثير قلقاً لدى القيادة الأوكرانية بشأن حيادية الوساطة.
وفي وقت سابق، أكدت الدكتورة جيرليند نيهوس، النائبة السابقة لمدير التعاون الدفاعي والأمني في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن روسيا لا تزال تُعد التهديد الأكبر لأمن أوروبا، وفقًا للمفهوم الاستراتيجي للحلف الذي تم إقراره عام 2022، إلا أن التحولات السياسية في الولايات المتحدة أربكت هذا التوافق.
التحول في الموقف الأمريكي يربك الحلف
وقالت نيهوس، خلال مداخلة مع قناة القاهرة الإخبارية من بروكسل، إن الإدارة الأمريكية الحالية، خاصة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لم تعد تشارك نفس التحليل الأوروبي بشأن حجم التهديد الروسي ، وأوضحت أن هذا التحول انعكس بشكل مباشر على النقاشات داخل الناتو، وأدى إلى تراجع الزخم الاستراتيجي في مواجهة موسكو.
وأضافت أن الحلف يعيش حالة من التردد وعدم القدرة على صياغة قرارات حاسمة، ما يضعف وحدة الصف في التعامل مع التحديات الأمنية التي تمثلها روسيا.