إيفان أوس: روسيا ترفض التسوية وتواصل استهداف المدنيين |فيديو

أكد الدكتور إيفان أوس، مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في أوكرانيا، أن روسيا لا تُبدي أي استعداد حقيقي لإنهاء الحرب الدائرة منذ فبراير 2022، مشيرًا إلى أن التصعيد العسكري الأخير يعكس إصرار موسكو على المضي قدمًا في استراتيجيتها العسكرية دون تغيير في أهدافها المعلنة منذ بداية الغزو.
وأوضح إيفان أوس، خلال مداخلة مباشرة من كييف مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الهجمات الروسية الأخيرة لم تقتصر على مواقع عسكرية، بل استهدفت بشكل مباشر مناطق سكنية مكتظة بالسكان، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين، الأمر الذي يعكس "توجهًا ثابتًا لدى موسكو يقوم على استنزاف الشعب الأوكراني معنويًا وبشريًا".
استهداف المدنيين المتكرر
أشار إيفان أوس إلى أن العاصمة كييف شهدت مؤخرًا قصفًا جويًا روسيًا أسفر عن مقتل 25 مدنيًا بريئًا، مؤكدًا أن المناطق التي تعرضت للقصف لم تحتوِ على أي أهداف عسكرية أو بنية تحتية استراتيجية، بل كانت عبارة عن أحياء سكنية مكتظة.
ولفت إيفان أوس إلى أن المشهد ذاته تكرر في مدن أخرى، مثل زابوريجيا، خيرسون، وسومي، بالإضافة إلى خاركيف القريبة من خطوط التماس، حيث تشهد قصفًا متكررًا يستهدف المرافق الحيوية والمناطق المدنية، ما يرفع من فاتورة الخسائر الإنسانية ويزيد من معاناة المواطنين.
روسيا ترفض الحلول السياسية
أكد إيفان أوس أن "روسيا لا تبحث عن تسوية سياسية حقيقية، بل تسعى لتحقيق ما تعتبره نصرًا عسكريًا كاملًا"، مشددًا على أن استمرار استهداف المدنيين يعد دليلًا قاطعًا على رفض موسكو لأي مبادرات للسلام، أو حتى مجرد الدخول في نقاشات جادة تتعلق بتعويضات الضحايا الأوكرانيين أو إعادة إعمار ما دمرته الحرب.
وأشار إيفان أوس إلى أن تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية مؤخرًا كشفت بوضوح أن الكرملين لم يغير أهدافه منذ بداية الغزو، وهو ما يعكس استمرار النهج الهجومي الروسي الرافض للتفاوض أو تقديم أي تنازلات.
ضغوط دولية غير كافية
وحول التحركات الدبلوماسية الدولية لمحاولة وقف الحرب، أشار إيفان أوس إلى أن الجهود الغربية، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية والدعم العسكري لكييف، لم تدفع موسكو حتى الآن إلى تغيير مسارها أو التراجع عن أهدافها. بل على العكس، "يبدو أن روسيا باتت أكثر تشددًا في مواقفها، مستندة إلى دعم بعض القوى الدولية التي توازن الضغوط الغربية".
كما أوضح إيفان أوس أن استمرار الحرب لا يهدد فقط الأمن الإقليمي في أوروبا الشرقية، بل يمتد تأثيره إلى الأمن العالمي، سواء من حيث أزمة الطاقة أو من ناحية الأمن الغذائي نتيجة تعطل صادرات الحبوب الأوكرانية.
زيارة بوتين إلى الصين
وعن احتمالية أن تؤدي الزيارات الدبلوماسية الأخيرة، مثل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين، إلى فتح نافذة للحل السياسي، أعرب إيفان أوس عن شكوكه العميقة، قائلاً: "لا أعتقد أن هناك أي خطوة حقيقية في الأفق لإنهاء الحرب الآن، فروسيا متمسكة بموقفها الهجومي والصين تسعى لتحقيق مصالحها دون الدخول في مواجهة مباشرة مع الغرب".
وأضاف إيفان أوس أن ما يجري حاليًا لا يعدو كونه محاولات لإعادة ترتيب موازين القوى على الساحة الدولية، بينما يبقى الشعب الأوكراني هو الخاسر الأكبر في ظل غياب أي مؤشرات جدية على إنهاء النزاع في المدى المنظور.

حرب طويلة الأمد
واختتم إيفان أوس حديثه بالتأكيد على أن ما تشهده أوكرانيا اليوم يعكس أن الحرب مرشحة للاستمرار لفترة طويلة، ما لم يحدث تغيير جذري في موازين القوى أو ضغوط دولية كبرى على موسكو، مؤكدًا أن بلاده ستواصل الدفاع عن سيادتها مهما كانت التضحيات، وأن إرادة الأوكرانيين لن تنكسر أمام آلة الحرب الروسية.