إعصار «إيرين» يثير القلق عالميًا بعد تصاعده للفئة الخامسة خلال 24 ساعة

يواصل إعصار إيرين إثارة المخاوف عالميًا بعد أن شهد خلال الساعات الماضية مرحلة مذهلة من "التكثيف السريع"، وهي ظاهرة باتت تتكرر بوتيرة متسارعة مع تصاعد ظواهر التغير المناخي وارتفاع حرارة الأرض.
وقد بلغ إعصار إيرين ذروته مساء أمس السبت بوصوله إلى الفئة الخامسة، وهي الأعلى على مقياس الأعاصير، قبل أن تتراجع شدته إلى الفئة الرابعة أثناء عبوره المحيط الأطلسي شمال الكاريبي، في تطور لا يزال يحمل تهديدات محتملة.
من الفئة الأولى إلى الخامسة خلال 24 ساعة
وفقًا لتقارير شبكة CNN، فقد تحوّل "إيرين" من إعصار من الفئة الأولى، بسرعة رياح بلغت 75 ميلاً في الساعة في الساعة 11 صباحًا يوم الجمعة، إلى إعصار من الفئة الخامسة برياح اقتربت من 160 ميلاً في الساعة خلال 24 ساعة فقط.
ووضع هذا التصعيد الحاد للإعصار في سجلات التاريخ كأحد أسرع الأعاصير الأطلسية من حيث شدة التكثيف، وربما الأسرع قبل حلول سبتمبر.
عودة متوقعة للفئة الخامسة
ويخضع "إيرين" حاليًا لما يُعرف بظاهرة "استبدال جدار العين"، وهي عملية تؤدي عادةً إلى توسع نطاق الرياح العنيفة المحيطة بمركز العاصفة، ومن المتوقع أن يستعيد الإعصار قوته من جديد ليبلغ الفئة الخامسة مرة أخرى في الساعات المقبلة.
تصنيف نادر لكن متكرر في السنوات الأخيرة
يعد إعصار "إيرين" من بين 43 إعصارًا فقط من الفئة الخامسة تم رصدها في تاريخ المحيط الأطلسي، وهو رقم يُظهر ندرته نسبيًا من الناحية الإحصائية، إلا أن الأعوام الأخيرة شهدت تصاعدًا مقلقًا في عدد الأعاصير القوية، حيث يُعد "إيرين" الإعصار الحادي عشر من هذا التصنيف منذ عام 2016، وهو ما يُعد مؤشرًا واضحًا على التغيرات المناخية العميقة التي يشهدها الكوكب.
تأثيرات بحرية تمتد من الكاريبي إلى كندا
ومن المتوقع أن تسبب الأمواج الضخمة الناتجة عن "إيرين" اضطرابات بحرية شديدة في جزر ليوارد الشمالية، جزر العذراء، بورتو ريكو، هيسبانيولا، وجزر توركس وكايكوس، خلال الأيام القليلة القادمة، كما ستمتد تأثيرات الإعصار لتصل إلى الباهاما، برمودا، الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وكندا الأطلسية في منتصف الأسبوع.
وقد حذر المركز الوطني للأعاصير من أن هذه الأمواج العاتية قد تتسبب في ظروف بحرية خطرة، تشمل تيارات انجراف قوية وأمواجًا عالية تهدد حياة السكان ورواد السواحل.
تحذيرات إقليمية من العواصف
أصدرت حكومة الباهاما، المسؤولة جزئيًا عن إدارة الخدمات الجوية في جزر توركس وكايكوس، تحذيرًا من عاصفة استوائية للجزر البريطانية الواقعة جنوب شرق الأرخبيل، في ظل استمرار رصد تطورات مسار الإعصار.
مخاوف من حرائق مدمرة
وبعيدًا عن مخاطر الرياح والفيضانات، أشار أندرو سيفرت، كبير خبراء الأرصاد في مجموعة BMS، إلى أن إيرين قد يساهم في تفاقم مخاطر الحرائق، خاصة في حال ابتعاده عن الشواطئ وتحوله إلى عاصفة قوية برياح جافة، حيث يمكن لتلك الرياح الناتجة عن تصادم الهواء الدافئ والبارد أن تؤجج النيران في المناطق ذات الغطاء النباتي الجاف، إذا ما تم إشعالها بأي سبب بشري.