احتجاجات تل أبيب تتصاعد: وزير الجيش ووزعيم المعارضة ينضمون لساحة الرهائن

شهدت عاصمة الكيان الإسرائيلي تل أبيب، اليوم الأحد، تصعيدًا غير مسبوق في حراك الشارع، مع اتساع رقعة المظاهرات المناهضة للحرب، وانضمام شخصيات سياسية بارزة، من بينها وزير جيش الاحتلال السابق يوآف جالانت وزعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إلى الاحتجاجات التي نظمتها عائلات الرهائن في "ساحة الرهائن" وسط تل أبيب.
وخلال كلمته أمام حشد المتظاهرين، وجه يائير لابيد انتقادات مبطنة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في رد على تصريحاته الأخيرة التي اتهم فيها المتظاهرين بدعم حركة حماس.
وقال لابيد:"ما يُضعف حماس حقًا هو وحدتنا، تضامننا، وقوة التكافل بين أبناء الشعب، عندما تختار الحكومة معارضة عائلات المختطفين والمتظاهرين، فهي عمليًا تمنح حماس دعمًا غير مباشر".

جالانت: أدعم بشدة مطلب إنهاء الحرب مقابل صفقة شاملة
من جهته، ظهر يوآف جالانت إلى جانب ممثلين عن عائلات الرهائن، مؤكدًا دعمه الواضح للمطلب الأساسي القاضي بـ"إنهاء الحرب مقابل صفقة شاملة للإفراج عن الأسرى".
احتجاجات واسعة النطاق وشلل عام في إسرائيل
تزامنت التصريحات مع إضراب عام شل مختلف القطاعات في البلاد، حيث أغلق المتظاهرون طرقًا رئيسية من أبرزها الطريق السريع بين القدس وتل أبيب، ولوّح المحتجون بالأعلام الإسرائيلية، رافعين صور الرهائن، وسط أصوات الصفارات وأبواق الإنذار في مسيرات اجتاحت مدن عدة.
وفي كلمة لها، قالت عنات أنجريست، والدة أحد الرهائن: "اليوم لا نعمل، لا نشتري، لا نتحرك... اليوم نتذكر قدسية الحياة، وهي القيمة الأهم التي نسعى لحمايتها".
كما شهدت التظاهرات حضور الممثلة الإسرائيلية جال جادوت، التي أبدت دعمها لعائلات الرهائن وتحدثت مع بعضهم لإظهار التضامن الإنساني.
ووفقًا للشرطة الإسرائيلية، تم اعتقال 38 متظاهرًا بحلول ظهر الأحد، بعد اندلاع اشتباكات مع محتجين حاولوا إغلاق الطرقات.
وتوقفت الاحتجاجات مؤقتًا إثر دوي صفارات الإنذار في كل من تل أبيب والقدس، عقب إطلاق صاروخ من اليمن تم اعتراضه لاحقًا، وفق الجيش الإسرائيلي.

نتنياهو: "وقف الحرب يعني تكرار مأساة 7 أكتوبر"
في سياق متصل، هاجم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوات المتزايدة لإنهاء الحرب، معتبرًا أن هذه المطالب تقوي حماس وتُعقّد مسار تحرير الرهائن".
وزعم نتنياهو خلال اجتماع حكومي:"إن من يطالب بإنهاء الحرب الآن، دون القضاء على حماس، لا يساهم فقط في تأخير إطلاق سراح الرهائن، بل يدفعنا نحو تكرار كارثة 7 أكتوبر مرة أخرى".
كما شدد على أن الحكومة الإسرائيلية مصممة على استكمال العمليات العسكرية، بما في ذلك السيطرة على مدينة غزة، رغم التحذيرات من أن هذه الخطوة قد تعرض حياة الرهائن المتبقين للخطر.
مأزق الرهائن وتصاعد الانتقادات الدولية
بحسب التقديرات الإسرائيلية، لا يزال نحو 50 رهينة محتجزين في قطاع غزة، يُعتقد أن قرابة 20 منهم أحياء، حيث أصدر منتدى عائلات الرهائن بيانًا قال فيه:"الوقت ينفد... هناك من يختنقون تحت الأنقاض، ويواجهون الموت البطيء، ونحن نشهد تجاهلاً قاتلًا من القيادة السياسية".
وكانت المفاوضات التي جرت في يوليو الماضي قد انهارت، بعد إصرار حماس على إنهاء الحرب كشرط أساسي للإفراج عن الرهائن، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية بشدة، متعهدة بعدم السماح للحركة بالبقاء في الحكم.
شلل كامل وإجراءات أمنية مشددة
وتوسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل معظم المدن الكبرى في إسرائيل، حيث نظّم آلاف المتظاهرين إضرابًا عامًا، تسبب في شلل تام للأنشطة الاقتصادية والخدمات العامة.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الإضراب أدى إلى توقف خدمة القطارات وإغلاق طرق حيوية، أبرزها الطريق السريع 4، حيث أشعل المتظاهرون الإطارات وأقاموا حواجز بشرية.
فيما أكدت الشرطة أنها اعتقلت 32 شخصًا إضافيًا خلال محاولات لفتح الطريق السريع رقم 16 المؤدي إلى القدس، مضيفة أنها اضطرت إلى نشر مركبة مدرعة لمكافحة الشغب لتفريق المتظاهرين.