ترامب يعلن عن «تقدم كبير» في الملف الروسي بعد لقاء بوتين بألاسكا

أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الأحد، في منشور عبر منصة تروث سوشيال أن هناك "تقدمًا كبيرًا" محرزًا بشأن الملف الروسي، داعيًا الجمهور إلى "إبقَ على تواصل وانتظروا مزيدًا من التطورات".
وجاء تصريح ترامب بعد يومين من المحادثات التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، حيث التقى الطرفان في قاعدة إلمندورف‑ريتشاردسون العسكرية في أنكوريج، بعقد اجتماع امتد إلى ساعتين و45 دقيقة.

وحضر اللقاء من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، بينما ترأس الوفد الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيفن ويتكوف.
في سياق متصل، أُثيرت تساؤلات حول كفاءة الإجراءات الأمنية بعد تقارير إعلامية أفادت بأن وثائق سرية تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية وُجدت داخل طابعة عامة في فندق بكابتن كوك في أنكوريج، الواقعة على بعد نحو 20 دقيقة بالسيارة من موقع القمة.
وتضمنت الوثائق معلومات حساسة من قبيل جدول الاجتماعات، أرقام هواتف مسؤولي حكومة، قائمة طعام الغداء، وغيرها من البيانات التنظيمية الأمنية. وحتى الآن، لم تصدر وزارة الخارجية الأمريكية أي بيان رسمي أو تعليق حول الحادث.
اجتماع وشيك في واشنطن لبحث مخرجات قمة ألاسكا
بالتوازي، فمن المتوقع انعقاد اجتماع رفيع المستوى في واشنطن بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بمشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، المستشار الألماني فريدريش ميرتس، وربما الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، بحسب وسائل إعلام أمريكية.
يهدف اللقاء إلى مناقشة نتائج المحادثات التي جرت في ألاسكا، مع التركيز على المواضيع الحساسة مثل الملف الأمني الإقليمي، الدعم المستمر لأوكرانيا، العقوبات المفروضة على روسيا، وغيرها من القضايا ذات الأثر الكبير.
وأكدت فون دير لاين عبر منصة "إكس" أن اجتماع غدًا الاثنين سيجمعها بترامب وزعماء أوروبيين آخرين بناءً على طلب زيلينسكي. كما كشفت عن لقاء ثانٍ في بروكسل في اليوم نفسه، حيث ستلتقي بزيلينسكي ضمن قمة أوروبية تهدف إلى توحيد الموقف وتعزيز الجهود المشتركة.
مخرجات قمة ألاسكا: توجه نحو تسوية دائمة لأوكرانيا؟
استمر اجتماع القمة بين ترامب وبوتين ساعتين و45 دقيقة، خلاله عبّر الزعيمان عن دعمهما لمواصلة المسار السياسي نحو إنهاء الحرب، مع التركيز خصوصًا على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.
وتمت مناقشة إمكانية توفير هذه الضمانات بأسلوب شبيه بما يوفره حلف الناتو، بدعم أمريكي مباشر، ما يدل على تحول إستراتيجي محتمل في موقف واشنطن تجاه إعادة هيكلة أمن أوكرانيا طويل المدى.
ووصف الخبير في العلاقات الدولية، طارق البرديسي، القمة بأنها لحظة مفصلية في المشهد العالمي المعاصر، قائلاً إنها جاءت في مرحلة حرجة على المستويين السياسي والأمني والاقتصادي، من الحرب في أوكرانيا إلى التوترات النووية والصراعات الإقليمية، مؤكدًا أن هذه القمة ربما تمثل انطلاقة جديدة لإعادة ترتيب التوازنات الدولية.