ترسانة الصواريخ الأمريكية تحت الضغط.. الشرق الأوسط يرهق دفاعات واشنطن

في أقل من عامين، تحولت منظومة صواريخ الدفاع الجوي الأمريكية من رمز للردع إلى عبء استنزاف متصاعد، نتيجة تورط واشنطن في حربين متزامنتين تخوضهما عن بُعد: إحداهما في البحر الأحمر ضد الحوثيين، والأخرى لحماية إسرائيل من هجمات إيرانية متكررة.
ورغم الشعارات الرسمية حول "دعم الحلفاء" و"حماية الملاحة الدولية"، إلا أن الواقع داخل البنتاغون يعكس أزمة صامتة تتفاقم يومًا بعد آخر، إذ تُستهلك الصواريخ الاعتراضية من طراز "إس إم" بمعدلات غير مسبوقة، ما يهدد الجاهزية لأي مواجهة كبرى محتملة، خاصة مع قوة كبرى مثل الصين.
استخدام غير مسبوق لصواريخ SM
وفقًا لموقع "ريسبونسيبل ستايت كرافت"، استخدمت البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط كميات تاريخية من صواريخ الدفاع الجوي منذ أكتوبر 2023، شملت:
- 168 صاروخًا من طراز SM-2
- 17 صاروخًا من طراز SM-3
- 112 صاروخًا من طراز SM-6
وذلك للدفاع عن حركة الملاحة في البحر الأحمر ضد هجمات الحوثيين.
أما في الجبهة الإسرائيلية، فقد تصاعدت وتيرة الإطلاق بفعل الهجمات الإيرانية، خصوصًا في أبريل وأكتوبر 2024، ما دفع الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها البحري، فارتفع عدد المدمرات من طراز "أرلي بيرك" المنتشرة من مدمرتين في 2024 إلى خمس في 2025.
تقديرات إضافية لعام 2025
خلال حرب الـ12 يومًا بين إسرائيل وإيران عام 2025، وُثّق استخدام مكثف للصواريخ الدفاعية الأمريكية، وتقدّر الإحصائيات المجمعة من مصادر دفاعية بما يلي:
- 130 صاروخ SM-3
- 150 صاروخ SM-6
- 100 صاروخ SM-2 إضافي للدفاع عن منشآت إسرائيلية
- ومع احتساب ما أُطلق منذ أكتوبر 2023 وحتى يونيو 2025، يكون المجموع التقريبي:
- 268 صاروخ SM-2
- 159 صاروخ SM-3
- 280 صاروخ SM-6
مخزونات تحت الضغط
بحسب تقرير مؤسسة التراث، فإن المخزون الأمريكي في أكتوبر 2023 كان على النحو التالي:
- 9100 صاروخ SM-2
- 400 صاروخ SM-3
- 1500 صاروخ SM-6
لكن معدل الإنتاج خلال الفترة من يناير 2024 إلى يونيو 2025 لم يكن كافيًا للتعويض:
- SM-2: لا إنتاج جديد (فقط ترقيات وتصدير)
- SM-3: إنتاج 87 صاروخًا فقط
- SM-6: إنتاج 187 صاروخًا
- ما يعني انخفاضًا في المخزون بنحو:
- 3% في SM-2
- 33% في SM-3
- 17% في SM-6
أزمة تكلفة
تعد التكلفة المالية جانبًا آخر من الأزمة، فصواريخ SM ليست فقط نادرة، بل باهظة وهم:
- SM-3: تتراوح بين 12.5 إلى 28.7 مليون دولار للصاروخ الواحد
- SM-2: أكثر من 2.5 مليون دولار
- SM-6: حوالي 4.3 مليون دولار
ووفق وول ستريت جورنال، فإن الكلفة الإجمالية للصواريخ التي أُطلقت منذ أكتوبر 2023 حتى نهاية 2024 بلغت 1.8 مليار دولار، وهو رقم قابل للزيادة مع وتيرة العمليات في 2025.
القلق من مواجهة كبرى
يحذر خبراء من أن هذا الاستخدام المكثف للصواريخ الاعتراضية المتطورة ضد تهديدات منخفضة الكلفة نسبيًا مثل الحوثيين أو صواريخ باليستية بدائية، قد يُضعف الترسانة الأمريكية في حال اندلاع مواجهة أكبر، خصوصًا مع الصين، حيث سيتضاعف معدل إطلاق الصواريخ عدة مرات.
ولهذا السبب، دعا الأدميرال جيمس كيلبي إلى اعتماد حلول أكثر استدامة، منها الصواريخ الموجهة بالليزر، التي لا تتعدى كلفتها 25 ألف دولار، للحفاظ على المخزون الاستراتيجي من الصواريخ فائقة الكلفة.