المبعوث الأمريكي: نهنئ لبنان بقرار الحكومة التاريخي والصائب

أشاد المبعوث الأمريكي توماس باراك بقرار الحكومة اللبنانية الأخير، واصفًا إياه بـ"التاريخي والجريء والصائب"، في أعقاب مصادقة مجلس الوزراء اللبناني على الخطة الأمريكية المتعلقة بحصرية السلاح بيد الدولة، وهي الخطة التي قدمها باراك ضمن جهود تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية واتفاق الطائف.

وفي تغريدة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس"، قال توماس باراك: "تهانينا للرئيس جوزيف عون ولمجلس الوزراء اللبناني على اتخاذهم القرار التاريخي والجريء والصائب، ببدء التنفيذ الكامل لاتفاقية وقف الأعمال العدائية وقرار مجلس الأمن رقم 1701، واتفاق الطائف".

وأضاف باراك: "قرارات مجلس الوزراء هذا الأسبوع وضعت أخيرًا مبدأ ’أمة واحدة، جيش واحد‘ موضع التنفيذ في لبنان. نحن ندعم الشعب اللبناني".

تأكيد حكومي على دعم أهداف الورقة الأمريكية

من جهته، صرّح وزير الإعلام اللبناني بول مرقص عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء، بأن الحكومة وافقت على أهداف الورقة التي قدمها المبعوث الأمريكي، موضحًا أن النقاش لم يدخل في التفاصيل التقنية أو التنفيذية، بل اقتصر على الأهداف العامة.

وأشار مرقص، في تصريحات أدلى بها لـ"هنا لبنان"، إلى أن بعض الوزراء اعترضوا على طريقة طرح الموضوع، رغم التزامهم بالبيان الوزاري، مؤكدًا أنهم سيشاركون في الجلسات المقبلة.

وكشف مرقص أن محاولات جرت لثني بعض الوزراء عن مغادرة الجلسة عبر مبادرات من نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي ووزيري السياحة والثقافة، بالإضافة إليه شخصيًا، إلا أن الوزراء أصروا على الانسحاب احتجاجًا على القرار، دون أن يعني ذلك خروجهم من الحكومة.

ولفت إلى أن مسألة الميثاقية لم تُطرح في الجلسة، موضحًا أن الانسحاب جاء رفضًا للمشاركة في القرار فقط، دون أن يأخذ طابعًا ميثاقيًا أو طائفيًا.

حزب الله: الحكومة انقلبت على تعهداتها وخضعت للإملاءات الأمريكية

في المقابل، هاجمت كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لـ"حزب الله" الحكومة اللبنانية بشدة، متهمة إياها بـ"الانقلاب على تعهداتها السابقة" والانصياع لما وصفته بـ"الإملاءات الأميركية"، على خلفية تبنيها لخطة نزع سلاح الحزب.

وقالت الكتلة، في بيان صادر عن رئيسها النائب محمد رعد، إن لبنان والمنطقة يمران بمرحلة "من أكثر المراحل حراجة وخطورة"، مشيرة إلى تهديدات وجودية ناجمة عن هجمة إسرائيلية ممنهجة بدعم أمريكي واسع.

وانتقد البيان ما وصفه بـ"تبنٍ رسمي غير مشروط للمطالب الأميركية"، في تجاهل لما أسماه بـ"الاستباحة الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية".

وحذر الحزب من أن أي محاولة لنزع سلاحه تمثل "هدية مجانية لإسرائيل"، مؤكدًا أن "السلاح هو نقطة القوة الأساسية" في مواجهة التهديدات.

تصعيد ميداني وإقليمي يواكب التوتر السياسي

وأشار البيان إلى أن قطاع غزة يشهد إبادة جماعية غير مسبوقة، بينما تواجه سوريا محاولات لتفكيك بنيتها الاجتماعية وضرب موقعها الاستراتيجي، متهماً إسرائيل بالسعي لفرض وقائع جديدة من خلال الاحتلال والتقسيم.

خطة لحصر السلاح بيد الدولة

الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء اللبناني أعلن مؤخرًا تكليف الجيش اللبناني بإعداد خطة لحصر السلاح بيد الدولة، وفق ما ينص عليه إعلان وقف الأعمال العدائية، على أن تُعرض هذه الخطة على مجلس الوزراء للنقاش والإقرار قبل نهاية الشهر الحالي.

في المقابل، أعلن "حزب الله" رفضه التام للقرار، مؤكدًا أنه "يتعامل مع القرار وكأنه غير موجود"، ووصفه بـ"الخطيئة الكبرى"، في إشارة واضحة إلى تصاعد الخلاف السياسي حول هذا الملف الحساس.

ويأتي هذا التباين الحاد ليعكس انقسامًا داخليًا عميقًا في لبنان بشأن مستقبل دور "حزب الله" وسلاحه، في ظل ضغوط دولية وإقليمية متزايدة نحو إعادة تنظيم العلاقة بين الدولة اللبنانية والمؤسسات العسكرية والأمنية غير الرسمية.