وزير الإعلام اللبناني: الحكومة وافقت على الورقة الأمريكية بشأن حصرية السلاح

أكد وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، أن الحكومة وافقت على أهداف الورقة التي قدمها الجانب الأمريكي توماس باراك بشأن حصرية السلاح بيد الدولة، موضحًا أن الجلسة لم تدخل في تفاصيل أو جزئيات الورقة، بل اقتصر النقاش على الأهداف العامة فقط.
وأشار بول مرقص في تصريح عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء إلى "هنا لبنان" إلى أن الوزراء أبدوا اعتراضًا على الطريقة التي تم بها طرح الموضوع، مؤكدين التزامهم بالبيان الوزاري، وهم مدعوون لحضور جميع الجلسات المقبلة".
وأوضح مرقص أن محاولات جرت لثني الزملاء عن الخروج من الجلسة عبر صيغ تقدم بها نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، ووزيرا السياحة والثقافة وليد نصار وأنا، لكنهم أصروا على المغادرة". وأضاف: "الوزراء خرجوا من الجلسة احتجاجًا على القرار، لكنهم لم يخرجوا من الحكومة".
وأشار إلى أن مسألة الميثاقية لم تُطرح، والوزراء المعترضون لم يطرحوا هذه المسألة، بل غادروا كي لا يكونوا مشاركين في القرار، ليس أكثر".
حزب الله ينتقد الحكومة اللبنانية ويتهمها بالخضوع لأمريكا
وفي وقت سابق هاجمت كتلة "الوفاء للمقاومة"، الممثلة لحزب الله في مجلس النواب اللبناني، انتقادات شديدة اللهجة للحكومة، متهمة إياها بـ"الانقلاب على تعهداتها السابقة" والانصياع لما وصفته بـ"الإملاءات الأميركية"، وذلك في ضوء تبنيها الورقة التي قدّمها الموفد الأميركي توماس باراك والمتعلقة بنزع سلاح الحزب.
وفي بيان صادر عن الكتلة برئاسة النائب محمد رعد، وصفت المرحلة الراهنة في لبنان والمنطقة بأنها "واحدة من أكثر المراحل خطورة وحرجًا"، مشيرة إلى تهديدات وجودية ناجمة عن "هجمة إسرائيلية ممنهجة تحظى بدعم أميركي واسع".
وانتقدت الكتلة ما وصفته بتبنِ رسمي غير مشروط للمطالب الأمريكية "، مع تجاهل واضح لـ"الاستباحة الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية"، حسب البيان
كما حذرت من أن أي تحرّك في اتجاه نزع سلاح "حزب الله" سيكون بمثابة "هدية مجانية لإسرائيل"، ويصب في مصلحتها الاستراتيجية.
وأكدت الكتلة أن ما أسمته بـ"الموقف الوطني الجامع" الذي يعبر عنه "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل)، بالإضافة إلى شخصيات وقوى لبنانية أخرى، يمثل رفضًا صريحًا للمسار الذي تسلكه الحكومة في هذا الملف الحساس.
كما شددت على أن "الضمانات الدولية التي تم التعويل عليها سقطت، ولم تلتزم أي جهة بها"، ما يجعل من سلاح المقاومة "نقطة القوة الأساسية" في مواجهة التهديدات المتصاعدة من قبل إسرائيل.
ودعت كتلة "الوفاء للمقاومة" الحكومة إلى "تصحيح هذا الانزلاق السياسي الخطير"، وإعادة الاعتبار لـ"أولوية المصلحة الوطنية"، مركزة على ضرورة الضغط الدولي من أجل إلزام إسرائيل بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
البعد الإقليمي والانتهاكات المستمرة
وسلط البيان الضوء على التطورات الإقليمية، معتبرًا أن "قطاع غزة يشهد إبادة جماعية غير مسبوقة"، بينما "تواجه سوريا محاولات ممنهجة لتفكيك بنيتها الاجتماعية وضرب موقعها الاستراتيجي"، في إشارة إلى ما اعتبرته الكتلة "مخططًا إسرائيليًا يهدف إلى فرض وقائع جديدة في المنطقة عبر الاحتلال والتقسيم وتدمير القدرات الوطنية".
خطة حصر السلاح بيد الدولة
يأتي هذا الموقف التصعيدي من الكتلة، بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء اللبناني عن تكليف الجيش اللبناني بإعداد خطة تنفيذية لحصر السلاح بيد الجهات الشرعية المنصوص عليها في إعلان وقف الأعمال العدائية، على أن تُعرض هذه الخطة على مجلس الوزراء لمناقشتها وإقرارها قبل نهاية الشهر الجاري.
وفيما يمثل ذلك تحركًا حكوميًا باتجاه تعزيز سيادة الدولة ومؤسساتها الأمنية، أعلن "حزب الله"، في المقابل، رفضه التام للقرار، واعتبر أنه "غير موجود بالنسبة إليه"، واصفًا إياه بـ"الخطيئة الكبرى"، في موقف يعكس عمق الانقسام حول هذه القضية داخل المشهد اللبناني.