هل النظام السوري يحتوي الأزمة في السويداء؟ ام ستندلع حرب أهلية.. خبير يجيب
أشار هيثم عمران، مدرس العلوم السياسية والقانون الدولي، الأزمة في السويداء، واصفاً إياها بالتطور النوعي الخطير، حيث تحول الصراع من مواجهة النظام مع جماعات إرهابية مثل "داعش" إلى صدام بين مكونات المجتمع السوري نفسه.
وأوضح عمران في مداخلة هاتيفية لقناة "اكسترا نيوز"أن العشائر المسلحة في السويداء، التي تنتمي إلى الطائفة الدرزية، تمثل تحدياً جديداً للنظام، خاصة في ظل وجود مطالب سياسية واقتصادية غير مُلباة، مضيفًا ،هذا النوع من الصراع إذا لم يُحتوى بحكمة، قد يفتح الباب أمام حرب أهلية أوسع، خاصة مع تنوع المكونات الطائفية في سوريا.
سحب القوات.. وساطة عربية أمريكية أم استراتيجية نظامية؟
أعلنت الرئاسة السورية ، أن سحب القوات من السويداء جاء "استجابة لوساطة عربية أمريكية" لدعم التهدئة، لكن الدكتور عمران يشكك في هذا التفسير، قائلاً: المفترض أن تحل الأزمة داخلياً دون ضغوط خارجية، النظام السوري يمتلك الأدوات للتعامل مع الأزمة، لكن الحل الجذري يتطلب تمثيلاً عادلاً للمكونات السورية في مؤسسات الحكم.
وحذر من أن إهمال المطالب المشروعة للعشائر قد يؤدي إلى تفاقم الوضع، خاصة مع دعوات "النفير العام"التي أطلقتها بعض العشائر، والتي تعتبر خطراً على فكرة الدولة ذاتها.
"مستقبل السويداء" بين التصعيد والحل السياسي
مع استمرار الاشتباكات واتهام النظام "للجماعات الخارجة عن القانون" بخرق وقف إطلاق النار، يتساءل المراقبون عن السيناريو الأرجح: هل نشهد موجة جديدة من العنف، أم أن الحوار السياسي سيُطفئ الفتنة؟
يرى الدكتور عمران أن التطورات سريعة وقد تحمل مفاجآت، لكن الحل الأمثل يكمن في حوار شامل يضمن مشاركة جميع المكونات السورية، بعيداً عن التدخلات الخارجية.
واختتم هيثم عمران، مدرس العلوم السياسية والقانون الدولي حديثه بالتحذيران سوريا على حافة الهاوية إذا تحول الصراع إلى مواجهات طائفية،و النظام والعشائر مطالبون بالتعقل قبل فوات الأوان.
بين إدانة الاعتداءات الإسرائيلية والأزمة الداخلية في السويداء
يذكر ان سوريا تواجه تحديات وجودية تهدد بقاءها كدولة موحدة، وفي الوقت الذي تُحمّل فيه الأمم المتحدة إسرائيل مسؤولية زعزعة الاستقرار، يبقى السؤال: هل يستطيع النظام السوري احتواء الصراع الداخلي قبل أن يتحول إلى حرب أهلية جديدة؟
