توتر خطير على مداخل السويداء وسط تصاعد تهديدات مقاتلي العشائر العربية|فيديو

قال خليل هملو، مراسل القاهرة الإخبارية من دمشق، إن الأوضاع في محافظة السويداء باتت شديدة الخطورة، واصفًا المشهد بأنه "قاتم وسوداوي" في ظل احتشاد آلاف المقاتلين من العشائر العربية على مداخل المدينة، واستعدادهم للدخول إليها.
الأوضاع في محافظة السويداء
وأوضح هملو، خلال مداخلة مباشرة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن الوضع لم يعد يقتصر على عشائر البدو، بل انضمت إليهم عشائر من مختلف المحافظات السورية، من الشمال والشرق وحتى وسط البلاد، ما يؤكد أن الأزمة دخلت مرحلة جديدة من التصعيد، حيث تتجمع هذه القوى المسلحة عند أطراف مدينة السويداء، في مشهد ينذر باندلاع قتال شرس.
أكد «هملو» أن قوات الأمن العام السورية وصلت بالفعل إلى أطراف المدينة، وهي تتهيأ للدخول، لكن هذا التحرك محفوف بالمخاطر ما لم يتم التوصل إلى توافق مع شيوخ العقل في السويداء، فدخول المدينة دون هذا التوافق قد يُفجر مواجهة مباشرة مع العشائر المسلحة.
نقل «هملو» عن مصدر ميداني أن قوات الأمن العام لا تستطيع التدخل بشكل مباشر خشية أن تُتهم بالانحياز لطرف دون آخر، خاصة في ظل حالة التوتر الكبيرة مع العشائر التي تطالب بالاقتصاص من الفصيل المتهم بقتل وتشريد أبنائهم داخل محافظة السويداء.
في سياق متصل، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين البدو والدروز، وافقت إسرائيل على دخول قوى الأمن السوري إلى محافظة السويداء بشكل محدود لمدة 48 ساعة، وفقًا لما نقلته القناة الـ12 الإسرائيلية نقلًا عن مصدر سياسي إسرائيلي.
تسلسل الأحداث
انسحبت القوات الحكومية السورية من محافظة السويداء، مساء الأربعاء الماضي، وكانت تتعرض لهجمات إسرائيلية عنيفة داخل المدينة، وتمنع إسرائيل دخول القوات السورية إلى محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، بحجة حماية الدروز، ما يعرقل اندماج المدينة في سوريا.
وكانت القوات السورية قد دخلت المدينة لوقف إطلاق نار بين الدروز والبدو، بدأ على خلفية حادث سرقة لسائق درزي على طريق السويداء - دمشق، من قبل بدو، إلا أن فصائل تابعة للشيخ حكمت الهجري خاضت اشتباكات مع القوات الحكومية، بعد أن رفض شيخهم وقف إطلاق النار ودخول القوات السورية إلى المدينة.
فيما انسحبت القوات الحكومية السورية تحت نيران القصف الإسرائيلي عليها، ولحقن الدماء، بعد أن عمّت الفوضى المدينة، بعد العنف المتبادل بين القوات الحكومية والدروز.
وتلى انسحاب القوات الحكومية السورية، شنت الفصائل التابعة للشيخ حكمت الهجري هجومًا عنيفًا على المناطق البدوية، وهو ما تلاه صدور بيان من العشائر السورية يدعو إلى الفزعة لأبنائهم في السويداء.
اندلاع الاشتباكات بين البدو والدروز
وبالفعل، أعلنت العشائر في سوريا، مساء أمس الخميس، النفير العام، وبدأت بإرسال أرتال من مقاتليها نحو محافظة السويداء، جنوبي البلاد، في تصعيد ميداني غير مسبوق، قالت إنه يأتي ردًا على المجازر والتهجير الذي طال عشائر البدو صباح الخميس”، على يد فصائل مسلحة تابعة للشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز.
وقالت مصادر سورية، إن الآلاف من مقاتلي العشائر انطلقوا على شكل أرتال من مناطق متفرقة في سوريا، ووصل قسم كبير منهم إلى الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، فيما قصفت إسرائيل أرتالًا عسكرية للبدو لحماية الدروز. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن عدد المقاتلين يُقدّر بنحو 50 ألفًا.
من جانبه، وبعد ردّ الفعل الانتقامي البدوي، تراجع الشيخ حكمت الهجري عن مواقفه، ودعا الأمن السوري إلى العودة إلى المدينة، فيما أصدرت العشائر الجنوبية السورية أمرًا لمقاتليها بالانسحاب من السويداء، إلا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة.