طقوس الميلاد.. حكاية "سانتا كلوز" و"الكريسماس" و"مغارة المسيح"
مع اقتراب احتفالات عيد الميلاد المجيد، تتأهب الكنائس المصرية بمختلف طوائفها لاستقبال المناسبة، وتستعد لإقامة القداسات والصلوات والاحتفالات الرسمية التي تعكس وحدة الإيمان المسيحي وتنوع تقاليده في إطار الحرص على إحياء عيد الميلاد بوصفه مناسبة دينية وإنسانية ذات مكانة خاصة لدى المسيحيين.
ولا تقتصر مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد على الطقوس الدينية، بل تشمل العديد من الرموز والتقاليد التي ارتبطت بهذه المناسبة عبر التاريخ، وفي مقدمتها شجرة عيد الميلاد "الكريسماس" وشخصية بابا نويل، إلى جانب مغارة الميلاد التي تحاكي مكان ميلاد السيد المسيح عليه السلام.

شجرة الكريسماس
تعد من أبرز الرموز المرتبطة بالاحتفال بمولد المسيح، وغالبًا ما تستخدم شجرة الصنوبر دائمة الخضرة، التي تزين وتوضع في ركن من أركان المنازل أو في الساحات العامة والشوارع الكبرى في العديد من دول العالم، ويرمز اخضرار الشجرة الدائم، وفق المعتقد المسيحي، إلى الحياة المتجددة والرجاء.
وتعود بعض مظاهر تزيين الشجرة إلى القرن الرابع عشر، كانت تزين بالتفاح والحلويات والزهور، قبل أن يضيف البروتستانت عام 1560 النجمة إلى قمة الشجرة، تأكيدًا لاختلافهم عن الكاثوليك، ومع تطور الزمن، أصبحت الشجرة تزين بالأكاليل والحلي والبلورات الملونة، بالإضافة إلى وضع نجمة أو تمثال أعلى الشجرة يرمز إلى نجمة بيت لحم أو الملاك جبريل.
وترتبط شجرة الميلاد بالعديد من المعتقدات التاريخية التي سبقت المسيحية، ارتبطت الأشجار دائمة الخضرة بفكرة الخلود والحياة الأبدية في حضارات مختلفة، فقد احتفل المصريون القدماء بيوم الانقلاب الشتوي بوضع أشجار النخيل الخضراء في منازلهم رمزًا لانتصار الحياة على الموت، بينما اعتبر الرومان يوم 25 ديسمبر عيدًا لميلاد الشمس، وزينوا منازلهم بأغصان الصنوبر وتبادلوا الهدايا.
وفي أوروبا الشمالية، ربطت القبائل السلتية شهر ديسمبر بشجرة الصنوبر، بينما شهد العصر الوسيط عرض مشاهد دينية في أفنية الكنائس تضمنت شجرة مزينة بالتفاح الأحمر، في إشارة رمزية إلى شجرة الخلود.
وانتقل تقليد شجرة الميلاد إلى القصور الملكية الأوروبية في القرن الثامن عشر، قبل أن ينتشر بين عامة الشعب، وصولًا إلى الولايات المتحدة، حيث أصبح تقليدًا راسخًا منذ منتصف القرن التاسع عشر.
وفي عام 1923، أضيئت أول شجرة عيد ميلاد وطنية في الولايات المتحدة، ومنها إلى شجرة مركز روكفلر الشهيرة في نيويورك عام 1933، التي باتت مقصدًا سنويًا للسياح.

سانتا كلوز
"بابا نويل" أحد أكثر الرموز ارتباطًا بفرحة الأطفال، حيث يحمل الهدايا ويوزع البهجة، ويرجع أصل هذه الشخصية إلى القديس نيقولاوس، أسقف مورا في القرن الرابع، والذي تحتفل الكنيسة القبطية بذكراه في العاشر من شهر كيهك، وغالبًا ما يكتب الأطفال رسائل إلى بابا نويل ويضعونها قرب الشجرة، في تقليد يعكس معاني العطاء وإسعاد الآخرين.

مغارة ميلاد المسيح
تحتل مكانة خاصة في الاحتفالات، يجسد المذود الذي ولد فيه السيد المسيح وسط الحيوانات، ليصبح رمزًا للتواضع والبساطة، ويحرص الأقباط على إقامة هذا المشهد في منازلهم وكنائسهم، فيما تظل كنيسة المهد في بيت لحم واحدة من أهم وأقدس المواقع المسيحية في العالم.



