بث مباشر لـ آخر جمعة في جمادى الثاني 1447من الأقصر: قصة حفيد أبو الحجاج ومسجده
يستقبل مسجد السيد يوسف بمحافظة الأقصر شعائر صلاة الجمعة الأخيرة من شهر جمادى الثاني لعام 1447 هجريا، حيث تستطلع دار الإفتاء مع غروب شمس الغد هلال شهر رجب (أحد الأشهر الحرم).
صلاة الجمعة من مسجد السيد يوسف
وتبدأ شعائر صلاة الجمعة التي تنقل على الهواء مباشرة من رحاب مسجد السيد يوسف بمحافظة الأقصر في إطار العيد القومي للمحافظة، بتلاوة للقارئ الشيخ السعيد فيصل، وجاء عنوانها: «فظللت أستغفر الله عزوجل منها ثلاثين سنة»، وتُقام الصلاة بحضور وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري وقيادات المحافظة.
مسجد السيد يوسف.. قصة حفيد أبو الحجاج الأقصري
الشيخ العارف بالله «السيد يوسف بن السيد أحمد بن السيد يونس»، شيخ الطريقة الخلوتية بالأقصر، الذى تم تسمية مسجد السيد يوسف الشهير بالكرنك فى مدينة الأقصر على اسمه، والذى ينتهى نسبه إلى العارف بالله أبو الحجاج الأقصرى.
وفي تصريحات له، كشف الدكتور محمود نجم، أحد أحفاده أن تاريخ إنشائه يعود إلى عام 1934 ميلادى، الموافق 1333 هجرى. وذلك بعد وفاة السيد يوسف وبلوغ أهالى الأقصر من شدة حبهم له حد إقامة مقام له فى المكان الذى تم دفنه به، والتبرع بأرض ليتم بناء مسجد له عليها. ويحظى المسجد بموقع مميز جدا، فهو المسجد الوحيد الذى تم إنشاؤه ليطل على نهر النيل.
وللمسجد مكانة خاصة لدى أهالى الأقصر، ولذلك فمعظم الاحتفالات الرسمية الدينية يتم إقامتها بمسجد «السيد يوسف»، وخاصة احتفالية «ليلة القدر» و«النصف من شعبان»، وإن كانت بعض الأعوام قد شهدت تنقل تلك الاحتفالات بالتبادل عاما بعد عام بين «السيد يوسف» و مسجد سيدى أحمد النجم.
من هو السيد يوسف؟
ولد السيد يوسف عام 1842 ميلادية، الموافق 1258 هجرية. واشتغل بقراءة وحفظ القرآن وفهم التفاسير والشريعة. وفى عام 1862، رحل إلى القاهرة طلبا للعلم بالأزهر الشريف. وفى تلك المرحلة أظهر اهتماما بعلوم الحساب والمواقيت، وكان من الطلاب المميزين لدى مشايخ الأزهر.
كان من أبرز شيوخه، الشيخ محمد الأشمونى، والشيخ إبراهيم السقا، والشيخ إبراهيم الباجورى، الذى تأثر به تأثرا كبيرًا. وقد حصل على إجازة من علماء الدين فى العلوم الشرعية على مذهب الامام الشافعى رضى الله عنه. وقد استمرت فترة دراسته بالأزهر قرابة الأعوام العشرة ، ليعود بعدها إلى الأقصر.
وكان إلى جانب انشغاله بطلب العلم، يعمل فى مجال التجارة، وتحديدا تجارة المنسوجات. وبعد عودته إلى الأقصر، تتلمذ على يد الشيخ أحمد بن شرقاوى، الذى أذن له، ومنحه الإجازة بأن يقوم بالإرشاد. وقد كتب هذه الإجازة، الشيخ أحمد الطاهر الحامدى بإملاء من الشيخ أحمد بن شرقاوى، وقد عرفت تلك الإجازة بـ "إجازة أحمدية لحضرة يوسفيه".
وقد صحب العارف بالله السيد يوسف، شيخه بن شرقاوى وصديقه أحمد الطاهر الحامدى فى جميع رحالهما وترحالهما. فقام بأداء فريضة الحج بصحبتهما مرتين. كما صحبهما فى الرحلة الكبرى، التي ذكرها المؤرخ الشهير محمد بن حامد المراغى الجرجاوى، من القاهرة لأسوان. وخلال تلك الرحلة قاموا بزيارة مقامات الشيخ أحمد الفرغلى بمدينة أبو تيج فى محافظة أسيوط، والعارف بالله عبد الرحيم القنائى فى قنا.
وتوفى الشيخ السيد يوسف فى سنة 1934 ميلادى عن عمر يناهز الـ 72 عاما، في الموقع الذي كان يتخذه مقرًا له بمحيط "الكرنك". وترك وراءه ثلاثة من الأبناء، هم الشيخ محمد أبو الحجاج، والشيخ السيد الحسينى، والشيخ أحمد النجم .
حكم تحية صلاة المسجد أثناء خطبة الجمعة
يقول الدكتور أحمد عرفة، عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالديدامون شرقية بجامعة الأزهر الشريف إن المسألة من مسائل الخلاف الفقهي المعروف والمشهور في كتب الفقه الإسلامي، حيث اختلف الفقهاء في المسألة على قولين:
القول الأول: وهو قول جمهور الفقهاء من أنه تصلى تحية المسجد أثناء الخطبة، وذلك لعموم الأدلة الواردة في هذا الباب ، وهي كثيرة ومبسوطة في كتب الفقه.
القول الثاني: وهو قول المالكية وبعض الفقهاء ، ولهم أدلتهم أيضاً التي استدلوا بها على ما ذهبوا إليه من أنه لا تصلى تحية المسجد والأولى هو الاستماع إلى الخطبة ، لأن الاستماع إلى الخطبة واجب وتحية المسجد سنة، وغير ذلك من الأدلة التي استدلوا بها، وهي مبسوطة أيضاً في كتب الفقه.
ولفت إلى أن القول الراجح: هو القول الأول قول جمهور الفقهاء من أنه تصلى تحية المسجد أثناء الخطبة، وذلك للأدلة التي استدلوا بها.



