خبير: القاهرة تمسك بخيوط التهدئة في لبنان.. وإسرائيل تدفع للانفجار
قال الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية، إن القاهرة تتحرك بثقل سياسي كبير لتجنيب لبنان أي تصعيد إسرائيلي محتمل، مؤكدا أن هناك مؤشرات واضحة على أن إسرائيل لا ترغب في التهدئة، خاصة على الجبهة اللبنانية مع حزب الله.
جهود مصر لوقف التصعيد
وأوضح فارس، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن مصر تمتلك رؤية استراتيجية واضحة وتفتح خطوط اتصال مباشرة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لخفض التوتر في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان، لافتا إلى أن التواصل المصري مع الولايات المتحدة يأتي باعتبارها الطرف القادر على الضغط على إسرائيل والحد من اندفاعها العسكري.
زيارات دبلوماسية مهمة
وأشار إلى أن التحركات المصرية تتجسد من خلال زيارات دبلوماسية مهمة، أبرزها تحركات وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطي، وتصريحات السفير المصري في بيروت، إضافة إلى الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي للقاء الرئيس اللبناني وبحث تنسيق الجهود المشتركة لاحتواء التصعيد، مؤكدا أن هذه الجهود تحتاج إلى دعم دولي لتعزيز المبادرة المصرية.
تمكين الدولة اللبنانية
وعن قدرة مصر على المساهمة في كسر الجمود السياسي ودفع انتخاب رئيس جديد للبنان، أكد فارس أن القاهرة تعمل على تمكين الدولة اللبنانية وتعزيز وحدتها واستقرارها، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع مختلف القوى اللبنانية.
وشدد على ضرورة خروج لبنان من حالة الاختناق السياسي والأمني الحالية، وتطبيق القرار 1701، بما يشمل انسحاب إسرائيل من النقاط الحدودية الخمس التي ما تزال تسيطر عليها جنوب البلاد، إلى جانب تهيئة الظروف لسلام دائم رغم محاولات إسرائيل فرض واقع جديد من خلال التصعيد في لبنان وسوريا واستمرار عملياتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
استغلال إسرائيل للمواقف
وأضاف فارس أن أول ما يحتاجه لبنان اليوم هو دعم الدولة الوطنية ومنع الانزلاق إلى أي صدام أو انقسام داخلي قد تستغله إسرائيل لتحقيق أهدافها، مؤكدا أن توحيد الصف الداخلي والالتفاف حول مؤسسات الدولة والرئاسة هو السلاح الأقوى في مواجهة الضغوط الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الجيش اللبناني يواجه تحديات كبيرة في ظل مهلة إسرائيلية لحزب الله حتى نهاية العام، ما يجعل المرحلة المقبلة أكثر صعوبة في غياب وحدة حقيقية وحصر السلاح بيد الدولة.
كما أكد أن المجتمع الدولي مطالب بإنهاء صمته والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها المزعزعة للاستقرار، مشددا على أن العديد من القوى العربية والأوروبية وفي مقدمتها مصر تدعم لبنان في مواجهة هذا التصعيد.
فتح مسارات تفاوضية
واختتم فارس بالقول إن مصر تمثل ترمومتر الاستقرار في المنطقة، إذ تعمل على فتح مسارات تفاوضية عربية وأوروبية وأمريكية لخفض التصعيد وخلق ضغط فاعل على حكومة الاحتلال، مشيرا إلى أن لبنان ينظر إلى مصر باعتبارها الطرف الأكثر قدرة على لعب دور محوري في وقف التصعيد، خاصة بعد عام كامل من الجهود المصرية المتواصلة لخفض التوتر وفتح قنوات تفاوض مع كل الأطراف.
