عاجل

الإفتاء: الحفاظ على الآثار والاحتفاظ بها ودراستها مما حث عليه الإسلام

دار الإفتاء
دار الإفتاء

قالت دار الإفتاء في إطار حماية الآثار إن القرآن الكريم حثَّ على دراسة تاريخ الأمم الأم السالفة، والنظر في آثارهم، ولذلك كان حتمًا الحفاظ على تلك الآثار والاحتفاظ بها سجلًّا وتاريخًا دراسيًّا؛ لأن دراسة التاريخ والاعتبار بالسابقين وحوادثهم للأخذ منها بما يوافق قواعد الإسلام والابتعاد عما ينهى عنه من مأمورات الإسلام الصريحة.

المتحف المصري الكبير 

واستدلت بما ورد في القرآن الكريم في آيات كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: 46]

حكم زيارة المتحف المصري الكبير

الدكتور عبدالشافي الشيخ أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، قال إن موضوع المتحف المصري الكبير من المسائل التي كثر حولها اللغط، ونحن نقول لمن يزعم عدم مشروعية الزيارة: هل ما تركه لنا القدماء المصريون يعد شركًا بالله، وأصنام وأننا نمجد الأصنام والآله؟!، مضيفًا: «كل أمة تفخر بتراثها وعند الحديث عن المتحف المصري الكبير وغيره من المتاحف لا يغيب عنا مقاصد الشريعة».

وتابع: «تحرم هذه الأشياء عندما تعبد من دون الله تعالى، وهذا الفرق بين الصنم والتمثال، فالصنم كاللات والعزى، كانت تعبد من دون الله تعالى، إنما التماثيل فقد كانت في زمن نبي الله سليمان يقول تعالى: «يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)».

وأكد: الفرق شاسع بين ما تقولون وتدعون على تراث أمتنا، قدماء المصريين لديهم علم يفوق ما نحن فيه وأشار القرآن إلى ذلك، متسائلًا لمن يتحدثون بغير علم: هل أنت أغير على الدين من سيدنا عمرو بن العاص؟!، هل أنتم أغير من 500 صحابي من صحابة النبي ممن فتحوا مصر ووجدوا أبو الهول، والأهرامات كانت متواجدة ولم تكن مخبأة تحت الرمال؟!

وتابع تساؤلاته: الليث بن سعد الذي يفوق في علمه الإمام مالك كان موجودًا في مصر، والإمام السيوطي، والقرطبي وغيرهم، لم يكونوا على علم ودراية حتى تأتي أنت وتقول أنها أصنام وشرك؟!، مضيفًا: أي أصنام هذا والنبي نهى عن الأصنام لكونها تعبد من دون الله، لكن حينما تكون تراثًا وفنًا هل تحرمونها والقرآن الكريم قرر أنهم علماء، يقول سبحانه: «فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ».

وشدد: «المصريون القدماء كانوا علماء وشاهد على ذلك التحنيط وبناء الهرم وغيرها مما لا يعرف سره، يقول سبحانه: «وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ»، أي ما بلغ أهل مكه وغيرهم واحد بالمائة من علمهم، فنحن لا نمجد التماثيل وهي ليست أصناما، بل تشهد بالبراعة والعلم الذي أقره القرآن، ولابد من قراءة جديدة لكل الأحداث وتجنبوا الفتاوى المعلبة».

تم نسخ الرابط