أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة توعوية حول توقير كبار السن واحترامهم"
شهدت مدرسة المروة الإبتدائية التابعة لإدارة الخارجة التعليمية يوماً توعوياً متميزاً وحافلاً، ضمن فعاليات مبادرة "صحح مفاهيمك" الرائدة، والتي تُعقد تحت عناية ورعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف.
كان الحدث تحت الإشراف المباشر للشيخ رمضان يوسف صالح، مدير مديرية أوقاف الوادي الجديد، وقد جاءت هذه الندوة بهدف غرس القيم النبيلة والأخلاق السامية في نفوس النشء، وحظي بحضور مُمثل الأوقاف، وهو الشيخ أحمد حامد على أحمد، الذي ألقى الندوة الرئيسية، وقد عكس هذا الحضور أهمية الموضوعات التي تتناولها المبادرة في بناء شخصية الطالب والمواطن الصالح.
و كان محور الندوة: "توقير كبار السن وإكرامهم"
تناول الشيخ أحمد حامد على أحمد محور الندوة بتفصيل وإسهاب، مُركزاً على مكانة كبار السن في الإسلام والمجتمع من خلال عدة محاور.
1. المكانة الدينية والشرعية
استهل الشيخ حديثه بالتأكيد على أن توقير الكبير وإكرامه ليس مجرد سلوك اختياري، بل هو عبادة وقيمة دينية عليا. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا"، موضحاً أن توقير الكبير هو من صفات الإيمان ومن مكملات الأخلاق. كما أشار إلى أن بر الوالدين يشمل أيضاً بر جميع كبار السن.
2. الجانب الاجتماعي والنفسي
بيّن الشيخ الأثر العميق لإكرام كبار السن على تماسك المجتمع، مؤكداً أنهم يمثلون ذاكرة الأمة وحكمتها، وأن معاملتهم بإحسان تُنشئ جيلاً يعرف الفضل ويُقدّر الخبرات. وشدد على أن الإحسان إلى الكبير يكون بـ:
لين القول وخفض الجناح.
تلبية احتياجاتهم وتقديم المساعدة لهم دون طلب.
احترام آرائهم واستشارتهم والاستماع إليهم.
عدم مقاطعتهم أو رفع الصوت في حضرتهم.
كما حذر الشيخ من ظاهرة عقوق الآباء أو إهمال كبار العائلة، واصفاً إياها بالخطر الذي يُهدد نسيج المجتمع وسلامته النفسية، لافتاً إلى أن جزاء الإحسان في الدنيا هو سعادة وهناءة، وفي الآخرة أجر عظيم.
3. التطبيقات العملية للطلاب
قدم الشيخ للطلاب الصغار أمثلة عملية بسيطة لتطبيق هذه القيمة في حياتهم اليومية، مثل: إفساح الطريق للكبير، مساعدته في حمل الأغراض، التحدث معه بلطف، وتقبيل يده عند السلام.
تخلل الندوة مناقشات حوارية ثرية وفعالة بين الشيخ والطلاب والمعلمين، مما أضفى على الجلسة روحاً من التفاعل والتعلم النشط.
طرح الطلاب أسئلة بريئة ومهمة حول كيفية التعامل مع كبار السن الذين قد يكونون عصبيين أو سريعي الغضب، وأجابهم الشيخ بضرورة التحلي بالصبر والعفو، والتذكر دائماً أن ما يمرون به قد يكون نتيجة مرض أو تقدم في السن، مؤكداً أن الإحسان لا يسقط بالغضب.
أثنى المعلمون على دور المبادرة وأهمية دمج هذه القيم في المناهج الدراسية والسلوك اليومي، واستفسروا عن دور المسجد في تعزيز هذا المفهوم في محيط الحي، حيث أكد الشيخ على أن المسجد هو المنارة التوعوية الأولى التي تواصل تأكيد هذه القيم من خلال الدروس والخطب.
في ختام الندوة، وجه الحضور من الطلاب والمعلمين مطالبة حارة لمديرية الأوقاف والتربية والتعليم بعقد المزيد من هذه الندوات في مختلف المدارس والمراحل التعليمية، نظراً لتأثيرها الإيجابي المباشر في ترسيخ الأخلاق.
و أكد الشيخ رمضان يوسف صالح، مدير مديرية أوقاف الوادي الجديد، على أن المديرية ملتزمة التزاماً كاملاً ببرنامج "صحح مفاهيمك"، وأنها ستستمر في عقد هذه الندوات بشكل دوري ومُكثف، إيماناً منها بالدور المحوري الذي تلعبه الأوقاف في التنمية الشاملة للمجتمع وبناء الإنسان.
وقد اختتمت الندوة وسط أجواء من التقدير والامتنان، حيث خرج الطلاب بمفاهيم أوضح وأكثر عمقاً حول واجبهم تجاه كبار السن، مما يرسخ مبدأ أن التعاون بين الأوقاف والتعليم هو حجر الزاوية لبناء جيل واعٍ ومترابط.



