خبير أثري: المتحف المصري الكبير بوابة حضارية جديدة لمصر وتاريخها العريق
قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن المتحف المصري الكبير يمثل نقلة حضارية فريدة مقارنة بالمتحف المصري القديم بميدان التحرير، الذي كان يركز فقط على حفظ القطع الأثرية دون تقديم تجربة متكاملة للزائر، أما المتحف الجديد، فقد تم تصميمه بأيدي مصرية خالصة، مستوحى من الأهرامات الثلاثة ومسارات المعابد الجنائزية المصرية، ليحاكي رحلة الخلود في الحضارة المصرية القديمة.
فكرة المتحف تعود إلى التسعينيات
وأشار عامر، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج ثروتنا، المذاع عبر قناة المحور، إلى أن فكرة المتحف تعود إلى التسعينيات، ووضع حجر الأساس عام 2002، مع مراحل متتابعة من التنظيف، والاختيار الهندسي، وترميم القطع، لتستمر الأعمال حتى افتتاحه بعد عدة تأجيلات بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية.
وأوضح أن المتحف يقدم تجربة غير مسبوقة للزائر، فهو يضم أكثر من 19 معمل ترميم مجهز بأحدث التقنيات لصيانة القطع الأثرية، بالإضافة إلى القاعات الكبرى مثل قاعات عرض آثار الملك توت عنخ آمون، التي تضم 5398 قطعة أثرية معروضة لأول مرة بشكل متكامل، بما فيها القناع الذهبي والخنجر المصنوع من نيزك سماوي، ليتمكن الزائر من قضاء ساعتين على الأقل لاستكشاف هذه المجموعة بمفردها.
المتحف لا يقتصر على العرض الأثري فقط
وأضاف أن المتحف لا يقتصر على العرض الأثري فقط، بل يضم جانبًا تعليميًا وبحثيًا متكاملًا، بما في ذلك متحف الطفل، قاعات سينما، قاعات مؤتمرات، مطاعم وكافتريات، ومناطق ترفيهية، إلى جانب توفير بيئة للبحث العلمي، وإعداد رسائل ماجستير ودكتوراه بالتعاون مع خبرات عالمية من اليابان ومنطقة الشرق الأوسط.
وأكد الدكتور عامر أن المتحف دمج بين التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للزائر ارتداء نظارات الواقع المعزز لتجربة رحلة إلى آلاف السنين الماضية، واستخدام تقنية الهولوغرام لاستكمال القطع المفقودة، بالإضافة إلى رموز QR لتسهيل الوصول إلى المعلومات التاريخية بشكل تفاعلي.
واختتم قائلًا:"المتحف المصري الكبير ليس مجرد مكان لحفظ الآثار، بل هو صرح حضاري وسياحي وتعليمي، يمثل نقلة حضارية كبيرة لمصر، ويعيد تأكيد مكانتها التاريخية والثقافية على المستوى العالمي".



