سرقة متحف اللوفر تكشف ثغرة فادحة.. كلمة مرور بسيطة وراء الاختراق
تعرض متحف اللوفر في باريس لعملية سطو غير مسبوقة في 19 أكتوبر الماضي، ما أثار موجة من الانتقادات حيال ترتيبات الأمن داخل أشهر متاحف العالم، وبعد الحادثة، اعترفت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، بوجود ثغرات أمنية يجب معالجتها.
وكشفت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، بعد الاطلاع على مجموعة من الوثائق المتعلقة بأمن المتحف تعود إلى عام 2014، أن هذه الثغرات لم تظهر فجأة، بل كانت معروفة منذ سنوات طويلة.
وفق الوثائق، أعد تقرير في عام 2014 ثلاثة خبراء في الأمن السيبراني من الوكالة الوطنية لأمن نظم المعلومات الفرنسية، بناءً على طلب المتحف، وتضمن التقرير الذي يتألف من 26 صفحة مجموعة من الثغرات في أنظمة الكمبيوتر وشبكة الأمان، حيث تمكن الخبراء من اختراق النظام بأنفسهم، مؤكدين أن هذا الاختراق قد يتيح لاحقًا اختراق شبكة الأمان بالكامل، بما في ذلك التأثير على نظام المراقبة بالفيديو عبر الخوادم القديمة.

كلمات مرور "تافهة" تكشف كل شيء
أبرز ما كشف عنه التقرير هو بساطة كلمات المرور المستخدمة، والتي اعتبرها الخبراء "عادية، بسيطة، وحتى تافهة". فقد كان بالإمكان الوصول إلى خوادم نظام المراقبة عبر كلمة اللوفر، والوصول إلى البرامج الخاصة بالشركة الفرنسية المتخصصة في الأمن طاليس عبر كلمة "Thalès".
كما أشار التقرير إلى استخدام المتحف لنظام التشغيل القديم "ويندوز 2000"، مطالبًا بتحديث الأنظمة التقنية واعتماد كلمات مرور أقوى.
وعلى الرغم من مرور ثلاث سنوات، كشف تقييم آخر أجري في عام 2017 من قبل المعهد الوطني للدراسات العليا للأمن والعدالة أن الثغرات نفسها لا تزال موجودة، مع الإشارة إلى التقادم الكبير في التكنولوجيا، وإدارة سيئة لتدفق الزوار، وضعف تدريب فرق الأمن، وسهولة الوصول إلى أسطح المتحف أثناء أعمال الصيانة.
وتشير الوثائق بين 2019 و2025 إلى أن بعض الأنظمة الأمنية القديمة لم يتم تحديثها حتى اليوم، ما يجعل المتحف عرضة لمخاطر متكررة.
وفي عملية السطو الأخيرة، استغرق اللصوص حوالي سبع أو ثماني دقائق فقط، مستخدمين مصعد شحن وكاسرين نافذة، وتمكنوا من سرقة ثماني قطع فنية تبلغ قيمتها حوالي 88 مليون يورو، لتصبح كلمة سر "اللوفر" رمزًا ساخرًا للثغرات الأمنية المتراكمة في قلب أشهر متحف في العالم.



